" صفحة رقم ١٠٢ "
في كتبه : فهذا باب، ثم يشرع في باب آخر، ويقول الكاتب إذا فرغ من فصل من كتابه وأراد الشروع في آخر : هذا وقد كان كيت وكيت ؛ والدليل عليه : أنه لما أتمّ ذكر أهل الجنة وأراد أن يعقبه بذكر أهل النار. قال : هذا وإن للطاغين. وقيل : معناه هذا شرف وذكر جميل ويذكرون به أبداً. وعن ابن عباس رضي الله عنه : هذا ذكر من مضي من الأنبياء ) جَنَّاتِ عَدْنٍ ( معرفة لقوله :) جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِى وَعَدَ الرَّحْمَانُ ( ( مريم : ٦١ ) وانتصابها على أنها عطف بيان لحسن مآب. و ) مُّفَتَّحَةً ( حال، والعامل فيها ما في ( للمتقين ) من معنى الفعل. وفي ) مُّفَتَّحَةً ( ضمير الجنات، والأبواب بدل من الضمير، تقديره : مفتحة هي الأبواب، كقولهم : ضرب زيد اليد والرجل، وهو من بدل الاشتمال. وقرىء :( جنات عدن مفتحة ) بالرفع، على أن جنات عدن مبتدأ، ومفتحة خبره. أو كلاهما خبر مبتدأ محذوف، أي هو جنات عدن هي مفتحة لهم ؛ كأن اللدات سمين أتراباً، لأن التراب مسهن في وقت واحد، وإنما جعلن على سنّ واحدة، لأنّ التحاب بين الأقران أثبت. وقيل : هنّ أتراب لأزواجهنّ، أسنانهنّ كأسنانهم :
) هَاذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ إِنَّ هَاذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ (
ص :( ٥٣ ) هذا ما توعدون.....
قرىء :( يوعدون ) بالتاء والياء ) لِيَوْمِ الْحِسَابِ ( لأجل يوم الحساب، كما تقول : هذا ما تدخرونه ليوم الحساب، أي : ليوم تجزى كل نفس ما عملت.
) هَاذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَأابٍ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ هَاذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ وَءَاخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ هَاذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لاَ مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ قَالُواْ بَلْ أَنتُمْ لاَ مَرْحَباً بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ قَالُواْ رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَاذَا فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً فِى النَّارِ (
ص :( ٥٥ - ٦١ ) هذا وإن للطاغين.....
) هَاذَا ( أي الأمر هذا : أو هذا كما ذكر ) فَبِئْسَ الْمِهَادُ (، كقوله :) لَهُم مّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ( ( الأعراف : ٤١ ) شبه ما تحتهم من النار بالمهاد الذي يفترشه النائم، أي : هذا حميم فليذوقوه. أو العذاب هذا فليذوقوه، ثم ابتدأ فقال : هو ) حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ( أو : هذا فليذوقوه بمنزلة ) وَإِيَّاىَ فَارْهَبُونِ ( ( البقرة : ٤٠ ) أي ليذوقوا هذا فليذوقوه، والغساق بالتخفيف والتشديد : ما يغسق من صديد أهل النار، يقال : غسقت العين، إذا سال دمعها. وقيل : الحميم يحرق بحرّه، والغساق يحرق ببرده.