" صفحة رقم ١١٨ "
ربه الذي كان يتضرع إليه ويبتهل إليه، وما بمعنى من، كقوله تعالى :) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالاْنثَى ( ( الليل : ٣ ) وقرىء :( ليضل ) بفتح الباء وضمها، بمعنى أنّ نتيجة جعله لله أنداداً ضلالة عن سبيل الله أو إضلاله والنتيجة : قد تكون غرضاً في الفعل، وقد تكون غير غرض. وقوله :) تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ ( من باب الخذلان والتخلية، كأنه قيل له : إذ قد أبيت قبول ما أمرت به من الإيمان والطاعة، فمن حقك ألا تؤمر به بعد ذلك، وتؤمر بتركه : مبالغة في خذلانه وتخليته وشأنه. لأنه لا مبالغة في الخذلان ؛ لأنّ أشدّ من أن يبعث على عكس ما أمر به. ونظيره في المعنى قوله :) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ( ( آل عمران : ١٩٧ ).
) أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ءَانَآءَ الَّيْلِ سَاجِداً وَقَآئِماً يَحْذَرُ الاٌّ خِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو الاٌّ لْبَابِ (
الزمر :( ٩ ) أم من هو.....
قرىء :( أمن هو قانت ) بالتخفيف على إدخال همزة الاستفهام على من، وبالتشديد على إدخال ( أم ) عليه. ومن مبتدأ خبره محذوف، تقديره : أمن هو قانت كغيره، وإنما حذف لدلالة الكلام عليه، وهو جري ذكر الكافر قبله. وقوله بعده :) قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ( وقيل : معناه أمن هو قانت أفضل أمن هو كافر. أو أهذا أفضل أمن هو قانت على الاستفهام المتصل. والقانت : القائم بما يجب عليه من الطاعة. ومنه قوله عليه الصلاة والسلام :
( ٩٦٤ ) ( أفضل الصلاة طول القنوت )، وهو القيام فيها. ومنه القنوت في الوتر ؛ لأنه دعاء المصلي قائماً ) سَاجِداً ( حال. وقرىء :( ساجد وقائم ) على أنه خبر بعد خبر، والواو للجمع بين الصفتين. وقرىء :( ويحذر عذاب الآخرة ) وأراد بالذين يعلمون : العاملين من علماء الديانة، كأنه جعل من لا يعمل غير عالم. وفيه ازدراء عظيم بالذين يقتنون العلوم، ثم لا يقتنون، ويفتنون، ثم يفتنون بالدنيا، فهم عند الله جهلة، حيث جعل القانتين هم العلماء، ويجوز أن يرد على سبيل التشبيه، أي : كما لا يستوي العالمون والجاهلون، كذلك لا يستوي القانتون والعاصون. وقيل : ونزلت في عمار بن ياسر رضي الله عنه وأبي حذيفة بن المغيرة المخزومي. وعن الحسن أنه سئل