" صفحة رقم ١٢٤ "
منها إلى الصخرة، ثم يقسمه الله، ) فَسَلَكَهُ ( فأدخله ونظمه ) يَنَابِيعَ فِى الاْرْضِ ( عيوناً ومسالك ومجاري كالعروق في الأجساد ) مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ( هيئاته من خضرة وحمرة وصفرة وبياض وغير ذلك، وأصنافه من برّ وشعير وسمسم وغيرها ) يَهِيجُ ( يتمّ جفافه، عن الأصمعي ؛ لأنه إذا تمّ جفافه حان له أن يثور عن منابته ويذهب ) حُطَاماً ( فتاتاً ودريناً ) إِنَّ فِى ذَلِكَ لَذِكْرَى ( لتذكيراً وتنبيهاً، على أنه لا بدّ من صانع حكيم، وأن ذلك كائن عن تقدير وتدبير، لا عن تعطيل وإهمال. ويجوز أن يكون مثلاً للدنيا، كقوله تعالى :) إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَواةِ الدُّنْيَا ( ( يونس : ٢٤ )، ) وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَواةِ الدُّنْيَا ( ( الكهف : ٤٥ ). وقرىء :( مصفارّاً ).
) أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَائِكَ فِى ضَلَالٍ مُّبِينٍ (
الزمر :( ٢٢ ) أفمن شرح الله.....
) أَفَمَنِ ( عرف الله أنه من أهل اللطف فلطف به حتى انشرح صدره للإسرم ورغب فيه وقبله كمن لا لطف له فهو حرج الصدر قاسي القلب، ونور الله : هو لطفه.
( ٩٦٦ ) وقرأ رسول الله ( ﷺ ) هذه الآية فقيل : يا رسول الله، كيف انشراح الصدر ؟ قال :( إذا دخل النور القلب انشرح وانفسح )، فقيل : يا رسول الله، فما علامة ذلك ؟ قال :( الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والتأهب للموت قبل نزول