" صفحة رقم ١٢٩ "
يستوي صفتاهما وحالاهما، وإنما اقتصر في التمييز على الواحد لبيان الجنس. وقرىء :( مثلين ) كقوله تعالى :) وَأَكْثَرَ أَمْوالاً وَأَوْلَادًا ( ( التوبة : ٦٩ ) مع قوله :) أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً ( ويجوز فيمن قرأ : مثلين، أن يكون الضمير في ) ( للمثلين، لأن التقدير : مثل رجل ومثل رجل. والمعنى : هل يستويان فيما يرجع إلى الوصفية، كما تقول : كفى بهما رجلين ) الْحَمْدُ للَّهِ ( الواحد الذي لا شريك له دون كل معبود سواه، أي : يجب أن يكون الحمد متوجهاً إليه وحده والعبادة، فقد ثبت أنه لا إلاه إلاّ هو ) بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ( فيشركون به غيره. ٧ ) إِنَّكَ مَيّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيّتُونَ ( ٧ )
الزمر :( ٣٠ ) إنك ميت وإنهم.....
والمعنى في قوله :) إِنَّكَ مَيّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيّتُونَ ( إنك وإياهم، وإن كنتم أحياء فأنتم في عداد الموتى ؛ لأنّ ما هو كائن فكأن قد كان
) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ علَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَآءَهُ أَلَيْسَ فِى جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ (
الزمر :( ٣١ ) ثم إنكم يوم.....
كانوا يتربصون برسول الله ( ﷺ ) موته، فأخبر أن الموت يعمهم، فلا معنى للتربص، وشماتة الباقي بالفاني. وعن قتادة : نعى إلى نبيه نفسه، ونعى إليكم أنفسكم. وقرىء :( مائت ومائتون ) والفرق بين الميت والمائت : أنّ الميت صفة لازمة كالسيد. وأما المائت، فصفة حادثة تقول : زيد مائت غداً، كما تقول : سائد غداً، أي سيموت وسيسود. وإذا قلت : زيد ميت، فكما تقول : حي في نقيضه، فيما يرجع إلى اللزوم والثبوت. ) ثُمَّ إِنَّكُمْ ( ثم إنك وإياهم، فغلب ضمير المخاطب على ضمير الغيب ) تَخْتَصِمُونَ ( فتحتج أنت عليهم بأنك بلغت فكذبوا، فاجتهدت في الدعوة فلجوا في العناد، ويعتذرون بما لا طائل تحته، تقول الأتباع : أطعنا سادتنا وكبراءنا، وتقول السادات : أغوتنا الشياطين وآباؤنا الأقدمون ؛ وقد حمل على اختصام الجميع وأنّ الكفار يخاصم بعضهم بعضاً، حتى يقال لهم :) لاَ تَخْتَصِمُواْ لَدَىَّ ( ( ق : ٢٨ ) والمؤمنون الكافرين يبكتونهم بالحجج، وأهل القبلة يكون بينهم الخصام. قال عبد الله بن عمر :