" صفحة رقم ١٤٤ "
من تكلم بها من المتقين أصابه، والذين كفروا بآيات الله وكلمات توحيده وتمجيده، أولئك هم الخاسرون.
) قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّى أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (
الزمر :( ٦٤ ) قل أفغير الله.....
) أَفَغَيْرَ اللَّهِ ( منصوب بأعبد. و ) تَأْمُرُونّى ( اعتراض. ومعناه : أفغير الله أعبد بأمركم، وذلك حين قال له المشركون : استلم بعض آلهتنا ونؤمن بإلاهك. أو ينصب بما يدل عليه جملة قوله :) تَأْمُرُونّى أَعْبُدُ ( لأنه في معنى تعبدونني وتقولون لي : اعبد، والأصل : تأمرونني أن أعبد، فحذف ( أن ) ورفع الفعل، كما في قوله :
أَلاَ أَيُّهاذَا الزَّاجِرِي أَحْضُرُ الْوَغَى
ألا تراك تقول : أفغير الله تقولون لي أعبده، وأفغير الله تقولون لي أعبد، فكذلك أفغير الله تأمرونني أن أعبده. وأفغير الله تأمرونني أن أعبد، والدليل على صحة هذا الوجه : قراءة من قرأ ( أعبد ) بالنصب. وقرىء :( تأمرونني ) على الأصل. وتأمروني، على إدغام النون أو حذفها.
) وَلَقَدْ أُوْحِىَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ (
الزمر :( ٦٥ ) ولقد أوحي إليك.....
قرىء :( ليحبطن عملك ) وليحبطنّ : على البناء للمفعول. ولنحبطنّ، بالنون والياء، أي : ليحبطنّ الله. أو الشرك. فإن قلت : الموحى إليهم جماعة، فكيف قال :) لَئِنْ أَشْرَكْتَ ( على التوحيد ؟ قلت : معناه أوحى إليك لئن أشركت ليحبطن عملك، وإلى الذين من قبلك مثله، أو أوحى إليك وإلى كل واحد منهم : لئن أشركت كما تقول كسانا حلة، أي : كل واحد منها : فإن قلت : ما الفرق بين اللامين ؟ قلت : الأولى موطئة للقسم المحذوف، والثاني لام الجواب، وهذاالجواب سادّ مسدّ الجوابين، أعني : جوابي القسم والشرط، فإن قلت : كيف صحّ هذا الكلام مع علم الله أنّ رسله لا يشركون ولا تحبط أعمالهم ؟ قلت : هو على سبيل الفرض، والمحالات يصحّ فرضها لأغراض، فكيف بما ليس بمحال. ألا ترى إلى قوله :) وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِى الاْرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ( ( يونس : ٩٩ ) يعني على سبيل الإلجاء، ولن يكون ذلك لامتناع الداعي إليه ووجود الصارف عنه. فإن قلت : ما معنى قوله :) وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ( ؟ قلت : يحتمل ولتكونن


الصفحة التالية
Icon