" صفحة رقم ١٦٠ "
سَبِيلٍ ( قط، أم اليأس واقع دون ذلك، فلا خروج ولا سبيل إليه. وهذا كلام من غلب عليه اليأس والقنوط، وإنما يقولون ذلك تعللاً وتحيراً ؛ ولهذا جاء الجواب على حسب ذلك، وهو قوله :) ذَلِكُم ( أي ؛ ذلكم الذي أنتم فيه، وأن لا سبيل لكم إُى خروج قط بسبب كفركم بتوحيد الله وإيمانكم بالإشراك به ) فَالْحُكْمُ للَّهِ ( حيث حكم عليكم بالعذاب السرمد : وقوله :) الْعَلِىُّ الْكَبِيرُ ( دلالة على الكبرياء والعظمة، وعلى أن عقاب مثله لا يكون إلاّ كذلك، وهو الذي يطابق كبرياءه ويناسب جبروته. وقيل : كأن الحرورية أخذوا قولهم : لا حكم إلاّ لله، من هذا.
) هُوَ الَّذِى يُرِيكُمْ ءَايَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَآءِ رِزْقاً وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَن يُنِيبُ فَادْعُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِى الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلاَقِ يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لاَ يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَىْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (
غافر :( ١٣ - ١٦ ) هو الذي يريكم.....
) يُرِيكُمْ ءايَاتِهِ ( من الريح والسحاب والرعد والبرق والصواعق ونحوها. والرزق : المطر، لأنه سببه ) وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَن يُنِيبُ ( وما يتعظ وما يعتبر بآيات الله إلاّ من يتوب من الشرك ويرجع إلى الله، فإن المعاند لا سبيل إلى تذكره واتعاظه، ثم قال للنبيين ) فَادْعُواْ اللَّهَ ( أي : اعبدوه ) مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ ( من الشرك، وأن غاظ ذلك أعداءكم ممن ليس على دينكم. ) رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِى الرُّوحَ ( ثلاثة أخبار، لقوله :( هو ) مترتبة على قوله :) الَّذِى يُرِيكُمُ ( ( الرعد : ١٢ ) أو أخبار مبتدأ محذوف، وهي مختلفة تعريفاً وتنكيراً. وقرىء :( رفيع الدرجات ) بالنصب على المدح. ورفيع الدرجات، كقوله تعالى :) ذِي الْمَعَارِجِ ( ( المعارج : ٣ ) وهي مصاعد الملائكة إلى أن تبلغ العرش، وهي دليل على عزّته وملكوته. وعن ابن جبير : سماء فوق سماء. والعرش فوقهن. ويجوز أن يكون عبارة عن رفعة شأنه وعلوّ سلطانه، كما أنّ ذا العرش عبارة عن ملكه. وقيل : هي درجات ثوابه التي ينزلها أولياءه في الجنة ) الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ ( الذي هو سبب الحياة من أمره، يريد : الوحي الذي هو أمر بالخير وبعث عليه، فاستعار له الروح، كما قال تعالى :) أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ ( ( الأنعام : ١٢٢ ) ) لّيُنذِرَ ( الله. أو الملقى عليه : وهو الرسول أو الروح. وقرىء :( لتنذر ) أي : لتنذر الروح لأنها تؤنث، أو على خطاب الرسول. وقرىء :( لينذر يوم التلاق ) على البناء للمفعول ) يَوْمَ التَّلاَقِ ( يوم القيامة، لأن