" صفحة رقم ١٧٠ "
معناه كمعنى قوله تعالى :) وَلاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ( ( الزمر : ٧ ) أي : لا يريد لهم أن يظلموا ؛ يعني أنه دمّرهم لأنهم كانوا ظالمين.
) وَياقَوْمِ إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (
غافر :( ٣٢ ) ويا قوم إني.....
(التنادي ) ما حكى الله تعالى في سورة الأعراف من قوله :) وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ ( ( الأعراف : ٤٤ ) ) وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ ( ( الأعراف : ٥٠ ) ويجوز أن يكون تصايحهم بالويل والثبور. وقرىء بالتشديد : وهو أن يندّ بعضهم من بعض ؛ كقوله تعالى :) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْء مِنْ أَخِيهِ ( ( عبس : ٣٤ ) وعن الضحاك : إذا سمعوا زفير النار ندّوا هرباً، فلا يأتون قطراً من الأقطار إلاّ وجدوا ملائكة صفوفاً، فبيناهم يموج بعضهم في بعض : إذا سمعوا منادياً : أقبلوا إلى الحساب ) تُوَلُّواْ مُدْبِرِينَ ( عن قتادة منصرفين عن موقف الحساب إلى النار. وعن مجاهد : فارّين عن النار غير معجزين.
) وَلَقَدْ جَآءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِى شَكٍّ مِّمَّا جَآءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِىءَايَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (
غافر :( ٣٤ ) ولقد جاءكم يوسف.....
هو يوسف بن يعقوب عليهما السلام. وقيل : هو يوسف بن إبراهيم بن يوسف بن يعقوب : أقام فيهم نبياً عشرين سنة. وقيل : إن فرعون موسى هو فرعون يوسف، عمر إلى زمنه، وقيل : هو فرعون آخر. وبخهم بأن يوسف أتاكم بالمعجزات فشككتم فيها ولم تزالوا شاكين كافرين ) حَتَّى إِذَا ( قبض ) قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً ( حكماً من عند أنفسكم من غير برهان وتقدمة عزم منكم على تكذيب الرسل، فإذا جاءكم رسول جحدتم وكذبتم بناء على حكمكم الباطل الذي أستسموه، وليس قولهم :) لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً ( بتصديق لرسالة يوسف، وكيف وقد شكوا فيها وكفروا بها، وإنما هو تكذيب لرسالة من بعده مضموم إلى تكذيب رسالته. وقرىء :( ألن يبعث الله ) على إدخال همزة الاستفهام على حرف النفي، كأن بعضهم يقرّر بعضاً بنفي البعث. ثم قال :) كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ ( أي مثل هذا الخذلان المبين يخذل الله كل مسرف في عصيانه مرتاب في دينه ) الَّذِينَ يُجَادِلُونَ ( بدل من ) مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ ( فإن