" صفحة رقم ١٧٦ "
ضَلَالٍ (
غافر :( ٤٩ ) وقال الذين في.....
) لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ( للقوّام بتعذيب أهلها. فإن قلت : هلا قيل : الذين في النار لخزنتها ؟ قلت : لأن في ذكر جهنم تهويلاً وتفظيعاً ويحتمل أن جهنم هي أبعد النار قعراً، من قولهم : بئر جهنام بعيدة القعر، وقولهم في النابغة : جهنام، تسمية بها، لزعمهم أنه يلقي الشعر على لسان المنتسب إليه، فهو بعيد الغور في علمه بالشعر، كما قال أبو نواس في خلف الأحمر : قُلَيْذَمٌ مِنَ الْعَيَالِيمِ الْخُسُفْ ;
وفيها أعنى الكفار وأطغاهم، فلعل الملائكة الموكلين بعذاب أولئك أجوب دعوة لزيادة قربهم من الله تعالى، فلهذا تعمدهم أهل النار بطلب الدعوة منهم ) أَوَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ ( إلزام للحجة وتوبيخ، وأنهم خلفوا وراءهم أوقات الدعاء والتضرع، وعطلوا الأسباب التي يستجيب الله لها الدعوات ) قَالُواْ فَادْعُواْ ( أنتم، فإنا لا نجترىء على ذلك ولا نشفع إلاّ بشرطين : كون المشفوع له غير ظالم، والإذن في الشفاعة مع مراعاة وقتها، وذلك قبل الحكم الفاصل بين الفريقين، وليس قولهم ) فَادْعُواْ ( لرجاء المنفعة، ولكن للدلالة على الخيبة ؛ فإن الملك المقرّب إذا لم يسمع دعاؤه، فكيف يسمع دعاء الكافر.
) إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ فِى الْحَيَواةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الاٌّ شْهَادُ يَوْمَ لاَ يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ الْلَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (
غافر :( ٥١ - ٥٢ ) إنا لننصر رسلنا.....
) في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ( أي : في الدنيا والآخرة، يعني : أنه يغلبهم في الدارين جميعاً بالحجة والظفر على مخالفيهم، وإن غلبوا في الدنيا في بعض الأحايين