" صفحة رقم ١٨٤ "
ويشفعوا لكم، وأن يكونوا معهم في سائر الأوقات، وأن يكونوا معهم في جميع أوقاتهم ؛ إلا أنهم لما لم ينفعوهم فكأنهم ضالون عنهم ) بَل لَّمْ نَكُنْ نَّدْعُواْ مِن قَبْلُ شَيْئاً ( أي : تبين لنا أنهم لم يكونوا شيئاً، وما كان نعبد بعبادتهم شيئاً كما تقول : حسبت أنّ فلاناً شيء فإذا هو ليس بشيء إذا خبرته فلم تر عنده خيراً ) كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ ( مثل ضلال آلهتهم عنهم يضلهم عن آلهتهم. ، حتى لو طلبوا الآلهة وأو طلبتهم الآلهة لم يتصادفوا ) مِن ( الإضلال بسبب ما كان لكم من الفرح والمرح ) بِغَيْرِ الْحَقّ ( وهو الشرك وعبادة الأوثان ) ادْخُلُواْ أَبْوابَ جَهَنَّمَ ( السبعة المقسومة لكم. قال الله تعالى :) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلّ بَابٍ مّنْهُمْ جُزْء مَّقْسُومٌ ( ( الحجر : ٤٤ ). ) خَالِدِينَ ( مقدّرين لخلود ) فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبّرِينَ ( عن الحق المستخفين به مثواكم أو جهنم. فإن قلت : أليس قياس النظم أن يقال : فبئس مدخل المتكبرين، كما تقول : زر بيت الله فنعم المزار، وصل في المسجد الحرام فنعم المصلى ؟ قلت : الدخول المؤقت بالخلود في معنى الثواء.
) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِى نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (
غافر :( ٧٧ ) فاصبر إن وعد.....
) فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ ( أصله : فإن نرك. و ( ما ) مزيدة لتأكيد معنى الشرط، ولذلك ألحقت النون بالفعل ألا تراك لا تقول : إن تكرمني أكرمك، ولكن : إما تكرمني أكرمك. فإن قلت : لا يخلو إما أن تعطف ) أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ ( على نرينك وتشركهما في جزاء واحد وهو قوله تعالى :) فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ( فقولك : فإمّانرينك بعض الذي نعدهم فإلينا يرجعون : غير صحيح، وإن جعلت ) فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ( مختصاً بالمعطوف الذي هو نتوفينك، في المعطوف عليه بغير جزاء. قلت :) فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ( متعلق بنتوفينك،


الصفحة التالية
Icon