" صفحة رقم ١٨٩ "
( سورة فصلت )
، وتسمى السجدة
مكية، وآياتها ٥٤، وقيل : ٥٣ آية
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
) حم تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ كِتَابٌ فُصِّلَتْ ءَايَاتُهُ قُرْءَاناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ (فصلت :( ١ ) حم
إن جعلت ) حم ( اسماً للسورة كانت في موضع المبتدأ. و ) تَنزِيلَ ( خبره. وإن جعلتها تعديداً للحروف وكان ) تَنزِيلَ ( خبراً لمبتدأ محذوف و ) كِتَابٌ ( بدل من تنزيل. أو خبر بعد خبر. أو خبر مبتدأ محذوف، وجوّز الزجاج أن يكون ) تَنزِيلَ ( مبتدأ، و ) كِتَابٌ ( خبره. ووجهه أن تنزيلاً تخصص بالصفة فساغ وقوعه مبتدأ ) فُصّلَتْ ءايَاتُهُ ( ميزت تفاصيل في معان مختلفة : من أحكام وأمثال ومواعظ، ووعد ووعيد، وغير ذلك، وقرىء :( فصلت )، أي : فرقت بين الحق والباطل. أو فصل بعضها من بعض باختلاف معانيها، من قولك : فصل من البلد ) قُرْءاناً عَرَبِيّاً ( نصب على الاختصاص والمدح، أي : أريد بهذا الكتاب المفصل قرآناً من صفته كيت وكيت. وقيل : هو نصب على الحال، أي : فصلت آياته في حال كونه قرآناً عربياً ) لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ( أي : لقوم عرب يعلمون ما نزل عليهم من الآيات المفصلة المبينة بلسانهم العربي المبين، لا يلتبس عليهم شيء منه. فإن قلت : بم يتعلق قوله :) لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ( ؟ قلت : يجوز أن يتعلق بتنزيل أو بفصلت، أي : تنزيل من الله لأجلهم. أو فصلت آياته لهم. والأجود أن يكون صفة مثل ما قبله وما بعده، أي قرآناً عربياً كائناً لقوم عرب، لئلا يفرق بين الصلاة والصفات. وقرىء :( بشير ونذير ) صفة للكتاب. أو خبر مبتدأ محذوف ) فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ ( لا يقبلون ولا يطيعون، ومن قولك : تشفعت إلى فلان فلم يسمع قولي، ولقد سمعه ولكنه لما لم يقبله ولم يعمل بمقتضاه، فكأنه لم يسمعه.
) وَقَالُواْ قُلُوبُنَا فِى أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِىءَاذانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ