" صفحة رقم ١٩٢ "
الحرب، وجوهدوا. وفيه بعث المؤمنين على أداء الزكاة، وتخويف شديد من منعها، حيث جعل المنع من أوصاف المشركين، وقرن بالكفر بالآخرة. وقيل : كانت قريش يطمعون الحاج، ويحرمون من آمن منهم برسول الله ( ﷺ ). وقيل : لا يفعلون ما يكونون به أزكياء، وهو الإيمان.
) إِنَّ الَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (
فصلت :( ٨ ) إن الذين آمنوا.....
الممنون : المقطوع. وقيل : لا يمنّ عليهم لأنه إنما يمن التفضل. فأما الأجر فحقّ أداؤه. وقيل : نزلت في المرضى والزمنى والهرمى : إذا عجزوا عن الطاعة كتب لهم الأجر، كأصحّ ما كانوا يعملون.
) قُلْ أَءِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِى خَلَقَ الاٌّ رْضَ فِى يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِىَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَاتَهَا فِى أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَآءً لِّلسَّآئِلِينَ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ وَهِىَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلاٌّ رْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِى يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِى كُلِّ سَمَآءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَآءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (
فصلت :( ٩ ) قل أئنكم لتكفرون.....
) أَئِنَّكُمْ ( بهمزتين : الثانية بين بين. و ( ءائنكم ) بألف وبين همزتين ) ذَلِكَ ( الذي قدر على خلق الأرض في مدة يومين. وهو ) رَبُّ الْعَالَمِينَ (... ( جبالاً ثوابت. فإن قلت : ما معنى قوله :) ( جبالاً ثوابت. فإن قلت : ما معنى قوله :) مّن فَوْقِهَا ( وهل اختصر على قوله :) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِىَ ( كقوله تعالى :) وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِىَ شَامِخَاتٍ ( ( المرسلات : ٢٧ )، ) وَجَعَلْنَا فِى الاْرْضِ رَوَاسِىَ ( ( الأنبياء : ٣١ )، ) وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِىَ ( ( النمل : ٦١ ) ؟ قلت : لو كانت تحتها كالأساطين لها تستقر عليها، أو مركوزة فيها كالمسامير : لمنعت من الميدان أيضاً، وإنما اختار إرساءها فوق الأرض، لتكون المنافع في الجبال معرضة لطالبيها، حاضرة لمحصليها، وليبصر أن الأرض والجبال أثقال على أثقال، كلها مفتقرة إلى ممسك لا بد لها منه، وهو ممسكها عزّ وعلا بقدرته ) وَبَارَكَ فِيهَا ( وأكثر خيرها وأنماه ) وَقَدَّرَ فِيهَا