" صفحة رقم ١٩٨ "
) فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُواْ فِى الاٌّ رْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللَّهَ الَّذِى خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُواْ بِأايَاتِنَا يَجْحَدُونَ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِى أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْىِ فِى الْحَيَواةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الاٌّ خِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ (

فصلت :( ١٥ - ١٦ ) فأما عاد فاستكبروا.....


) فَاسْتَكْبَرُواْ فِى الاْرْضِ ( أي : تعظموا فيها على أهلها بما لا يستحقون به التعظيم وهو القوّة وعظم الإجرام. أو استعلوا في الأرض واستولوا على أهلها بغير استحقاق للولاية ) مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ( كانوا ذوي أجسام طوال وخلق عظيم، وبلغ من قوّتهم أن الرجل كان ينزع الصخرة من الجبل فيقتلعها بيده. فإن قلت : القوّة هي الشدّة والصلابة في البنية، وهي نقيضة الضعف. وأما القدرة فما لأجله يصحّ الفعل من الفاعل من تميز بذات أو بصحة بنيه وهي نقيضة العجز والله سبحانه وتعالى لا يوصف بالقوّة إلاّ على معنى القدرة، فكيف صحّ قوله :) هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ( وإنما يصحّ إذا أريد بالقوّة في الموضعين شيء واحد ؟ قلت : القدرة في الإنسان هي صحة البنية والاعتدال والقوّة والشدّة والصلابة في البنية، وحقيقتها : زيادة القدرة، فكما صحّ أن يقال : الله أقدر منهم، جاز أن يقال : أقوى منهم، على معنى : أنه يقدر لذاته على ما لا يقدرون عليه بازدياد قدرهم ) يَجْحَدُونَ ( كانوا يعرفون أنها حق، ولكنهم جحدوها كما يجحد المودع


الصفحة التالية
Icon