" صفحة رقم ٢٠٩ "
) وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِىَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِى شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ (
فصلت :( ٤٥ ) ولقد آتينا موسى.....
) فَاخْتُلِفَ فِيهِ ( فقال بعضهم : هو حق، وقال بعضهم : هو باطل. والكلمة السابقة : هي العدة بالقيامة، وأنّ الخصومات تفصل في ذلك اليوم، ولولا ذلك لقضى بينهم في الدنيا. قال الله تعالى :) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ ( ( القمر : ٤٦ ) ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى.
) مَّنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (
فصلت :( ٤٦ ) من عمل صالحا.....
فَلِنَفْسِهِ ( فنفسه نفع ) فَعَلَيْهَا ( فنفسه ضرّ ) وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ ( فيعذب غير المسيء.
) إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَآئِى قَالُواْ ءَاذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَدْعُونَ مِن قَبْلُ وَظَنُّواْ مَا لَهُمْ مِّن مَّحِيصٍ (
فصلت :( ٤٧ - ٤٨ ) إليه يرد علم.....
) إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ ( أي إذا سئل عنها قيل : الله يعلم. أو لا يعلمها إلا الله. وقرىء ( من ثمرات من أكمامهن ). والكم بكسر الكاف وعاء الثمرة، كجف الطلعة، أي : وما يحدث شيء من خروج ثمرة ولا حمل حامل ولا وضع واضع إلا وهو عالم به. يعلم عدد أيام الحمل وساعاته وأحواله : من الخداج والتمام، والذكورة والأنوثة، والحسن والقبح وغير ذلك ) أَيْنَ شُرَكَائِىَ ( أضافهم إليه تعالى على زعمهم، وبيانه في قوله تعالى :) أَيْنَ شُرَكَائِىَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ( ( القصص : ٦٢ ) وفيه تهكم وتقريع ) ءاذَنَّاكَ ( أعلمناك ) مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ ( أي ما منا أحد اليوم وقد أبصرنا وسمعنا يشهد بأنهم شركاؤك، أي : ما منا إلا من هو موحدلك : أو ما منا من أحد يشاهدهم، لأنهم ضلوا عنهم وضلت عنهم آلهتهم، لا يبصرونها في ساعة التوبيخ وقيل : هو كلام الشركاء، أي : ما منا من شهيد يشهد بما أضافوا إلينا من الشركة. ومعنى ضلالهم عنهم على هذا التفسير : أنهم لا ينفعونهم، فكأنهم ضلوا عنهم ) وَظَنُّواْ ( وأيقنوا. والمحيص : المهرب. فإن قلت :) ءاذَنَّاكَ ( إخبار بإيذان كان منهم، فإذ قد آذنوا فلم سئلوا ؟ قلت : يجوز أن يعاد عليهم ( أين شركائي ) ؟ إعادة للتوبيخ، وإعادته في