" صفحة رقم ٢٣٥ "
) وَلَمَن صَبَرَ ( على الظلم والأذى ) وَغَفَرَ ( ولم ينتصر وفوّض أمره إلى الله ) إِنَّ ذالِكَ ( منه ) لَمِنْ عَزْمِ الاْمُورِ ( وحذف الراجع لأنه مفهوم، كما حذف من قولهم : السمن منوان بدرهم. ويحكى أن رجلاً سب رجلاً في مجلس الحسن رحمه الله، فكان المسبوب يكظم، ويعرق فيمسح العرق، ثم قام فتلا هذه الآية، فقال الحسن : عقلها والله وفهمها إذ ضيعها الجاهلون. وقالوا : العفو مندوب إليه، ثم الأمر قد ينعكس في بعض الأحوال، فيرجع ترك العفو مندوباً إليه، وذلك إذا احتيج إلى كف زيادة البغي، وقطع مادة الأذى. وعن النبي ( ﷺ ) ما يدل عليه وهو :
( ٩٩٨ ) أن زينب أسمعت عائشة بحضرته، وكان ينهاها فلا تنتهي، فقال لعائشة :( دونك فانتصري ).
) وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِىٍّ مِّن بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُاْ الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ (
الشورى :( ٤٤ ) ومن يضلل الله.....
) وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ ( ومن يخذل الله ) فَمَا لَهُ مِن وَلِىّ مّن بَعْدِهِ ( فليس له من ناصر يتولاه من بعد خذلانه.
) وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِىٍّ وَقَالَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلاَ إِنَّ الظَّالِمِينَ فِى عَذَابٍ مُّقِيمٍ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَآءَ يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ (
الشورى :( ٤٥ - ٤٦ ) وتراهم يعرضون عليها.....
) خاشِعِينَ ( متضائلين متقاصرين مما يلحقهم ) مَّنَ الذُّلّ ( وقد يعلق من الذل ينظرون، ويوقف على خاشعين ) يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِىّ ( أي يبتدىء نظرهم من تحريك لأجفانهم ضعيف خفي بمسارقة، كما ترى المصبور ينظر إلى السيف. وهكذا نظر الناظر إلى المكاره : لا يقدر أن يفتح أجفانه عليها ويملأ عينيه منها، كما يفعل في نظره إلى المحاب. وقيل : يحشرون عمياً فلا ينظرون إلا بقلوبهم. وذلك نظر من طرف خفي. وفيه تعسف ) يَوْمُ الْقِيَامَةِ ( إما أن يتعلق بخسروا، ويكون قول المؤمنين واقعاً في


الصفحة التالية
Icon