" صفحة رقم ٢٥ "
والمتلذذ : ومنه الفاكهة ؛ لأنها مما يتلذذ به. وكذلك الفكاهة، وهي المزاحة. وقرىء :( فاكهون ) وفكهون، بكسر الكاف وضمها، وكقولهم : رجل حدث وحدث، ونطس ونطس. وقرىء :( فاكهين ) وفكهين، على أنه حال والظرف مستقر ) هُمْ ( يحتمل أن يكون مبتدأ وأن يكون تأكيداً للضمير في ) فِى شُغُلٍ ( وفي ) فَاكِهُونَ ( على أنّ أزواجهم يشاركنهم في ذلك الشغل والتفكه والاتكاء على الأرائك تحت الظلال. وقرىء :( في ظلل )، والأريكة : السرير في الحجلة. وقيل : الفراش فيها. وقرأ ابن مسعود :( متكين ) ) يَدَّعُونَ ( يفتعلون من الدعاء، أي : يدعون به لأنفسهم، كقولك : اشتوى واجتمل، إذا شوى وجمل لنفسه. قال لبيد : فَاشْتَوَى لَيْلَةَ رِيحٍ وَاجْتَمَلْ ;
ويجوز أن يكون بمعنى يتداعونه، كقولك : ارتموه، وتراموه. وقيل : يتمنون، من قولهم : ادّع عليّ ما شئت، بمعنى تمنه عليّ، وفلان في خير ما أدّعى، أي في خير ما تمنّى. قال الزجاج : وهو من الدعاء، أي : ما يدعو به أهل الجنة يأتيهم. و ( سلام ) بدل مما يدعون، كأنه قال لهم : سلام يقال لهم ) قَوْلاً مّن ( جهة ) رَّبّ رَّحِيمٍ ( والمعنى : أنّ الله يسلم عليهم بواسطة الملائكة، أو بغير واسطة، مبالغة في تعظيمهم وذلك متمناهم، ولهم ذلك لا يمنعونه. قال ابن عباس : فالملائكة يدخلون عليهم بالتحية من رب العالمين. وقيل :) مَّا يَدَّعُونَ (، مبتدأ وخبره سلام، بمعنى : ولهم ما يدعون سالم خالص لا شوب فيه. و ) قَوْلاً ( مصدر مؤكد لقوله تعالى :) وَلَهُمْ مَّا يَدَّعُونَ سَلَامٌ ( أي : عدة من رب رحيم. والأوجه : أن ينتصب على الاختصاص، وهو من مجازه. وقرىء :( سلم ) وهو بمعنى السلام في المعنيين. وعن ابن مسعود : سلاماً نصب على الحال، أي لهم مرادهم خالصاً.
) وَامْتَازُواْ الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (
يس :( ٥٩ ) وامتازوا اليوم أيها.....
) وَامْتَازُواْ ( وانفردوا عن المؤمنين، وكونوا على حدة، وذلك حين يحشر المؤمنون


الصفحة التالية
Icon