" صفحة رقم ٢٥٣ "
شرعها ؛ فإذا سلكها فقد تناول قسمته من المعيشة حلالاً، وسماها رزق الله ؛ وإذا لم يسلكها تناولها حراماً، وليس له أن يسميها رزق الله ؛ فالله تعالى قاسم المعايش والمنافع، ولكن العباد هم الذين يكسبونها صفة الحرمة بسوء تناولهم، وهو عدولهم فيه عما شرعه الله إلى ما لم يشرعهم.
) وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَانِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ وَزُخْرُفاً وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَواةِ الدُّنْيَا وَالاٌّ خِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (
الزخرف :( ٣٣ ) ولولا أن يكون.....
) لِبُيُوتِهِمْ ( بدل اشتمال من قوله :) لِمَن يَكْفُرُ ( ويجوز أن يكونا بمنزلة اللامين في قولك : وهبت له ثوباً لقميصه. وقرىء ( سقفاً ) بفتح السين وسكون القاف. وبضمها وسكون القاف وبضمها : جمع سقف، كرهن ورهن ورهن. وعن الفراء : جمع سقيفة وسقفاً بفتحتين، كأنه لغة في سقف وسقوفاً، ومعارج ومعاريج. والمعارج : جمع معرج، أو اسم جمع لمعراج : وهي المصاعد إلى العلالي ) عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ ( أي على المعارج، يظهرون السطوح يعلونها، فما استطاعوا أن يظهروه. وسرراً، بفتح الراء لاستثقال الضمتين مع حرفي التضعيف ) لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَواةِ ( اللام هي الفارقة بين إن المحففة والنافية. وقرىء بكسر اللام، أي : للذي هو متاع الحياة، كقوله تعالى :) مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً ( ( البقرة : ٢٦ ) ولما بالتشديد بمعنى إلا، وإن نافية. وقرىء ( إلا ) وقرىء : وما كل ذلك إلا. لما قال :) خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ ( ( الزخرف : ٣٢ ) فقلل أمر الدنيا وصغرها : أردفه ما يقرّر قلة الدنيا عنده من قوله :) وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً ( أي : ولولا كراهة أن يجتمعوا على الكفر ويطبقوا عليه، لجعلنا لحقارة زهرة الحياة الدنيا عندنا للكفار سقوفاً ومصاعد