" صفحة رقم ٢٨٨ "
( سورة الجاثية )
مكية ( إلا آية ١٤ فمدنية )
وآياتها ٣٧ وقيل ٣٦ آية ( نزلت بعد الدخان )
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
) حم تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ إِنَّ فِى السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ لاّيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَفِى خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَآبَّةٍ ءَايَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ وَاخْتِلَافِ الَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَآ أَنَزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَآءِ مَّن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الاٌّ رْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ ءّايَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ تَلْكَ ءَايَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَىِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَءايَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (.الجاثية :( ١ ) حم
) حم ( إن جعلتها اسماً مبتدأ مخبراً عنه ب ) تَنزِيلُ الْكِتَابِ ( لم يكن بدّمن حذف مضاف، تقديره : تنزيل حم تنزيل الكتاب. و ) مِنَ اللَّهِ ( صلة للتنزيل، وإن جعلتها تعديداً للحروف كان ( تنزيل الكتاب ) مبتدأ، والظرف خبراً ) أَنَّ السَّمَاواتِ وَالاْرْضَ ( يجوزأن يكون على ظاهره، وأن يكون المعنى ؛ إنّ في خلق السماوات لقوله :) وَفِى خَلْقِكُمْ ( فإن قلت : علام عطف ) وَمَا يَبُثُّ ( أعلى الخلق المضاف ؟ أم على الضمير المضاف إليه ؟ قلت : بل على المضاف، لأنّ المضاف إليه ضمير متصل مجرور يقبح العطف عليه : استقبحوا أن يقال : مررت بك وزيد، وهذا أبوك وعمرو، وكذلك إن أكدوه كرهوا أن يقولوا : مررت بك أنت وزيد. قرىء ( آيات لقوم يوقنون ) بالنصب والرفع، على قولك : إنّ زيداً في الدار وعمراً في السوق. أو عمرو في السوق. وأمّا قوله :( آيات لقوم يعقلون ) فمن العطف على عاملين، سواء نصبت أو رفعت، فالعاملان إذا نصبت هما : إن، وفي : أقيمت الواو مقامهما، فعملت الجر في ( اختلاف الليل والنهار )، والنصب في ) ءايَاتُ (. وإذا رفعت فالعاملان : الابتداء وفي : عملت الرفع في ) ءايَاتُ (، والجر في ) وَاخْتِلَافُ ( وقرأ ابن مسعود ( وفي اختلاف الليل والنهار ) فإن قلت : العطف على عاملين على مذهب الأخفش سديد لا مقال فيه. وقد أباه سيبويه، فما وجه تخريج الآية عنده ؟ قلت : فيه وجهان عنده. أحدهما : أن يكون على إضمار في. والذي حسنه تقدّم