" صفحة رقم ٢٩٢ "
فإن قلت : قوله :) قَوْماً ( ما وجه تنكيره وإنما أراد الذين آمنوا وهم معارف ؟ قلت : هو مدح لهم وثناء عليهم، كأنه قيل : ليجزي أيما قوم وقوماً مخصوصين، لصبرهم وإغضائهم على أذى أعدائهم من الكفار، وعلى ما كانوا يجرعونهم من الغصص ) بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ( من الثواب العظيم بكظم الغيظ واحتمال المكروه ومعنى قول عمر : ليجزى عمر بما صنع : ليجزى بصبره واحتماله. وقوله لرسول الله ( ﷺ ) عند نزول الآية :
( ١٠٢١ ) والذي بعثك بالحق لا ترى الغضب في وجهي. وقرىء ( ليجزى قوماً ) أي : الله عز وجل. وليجزي قوم. وليجزى قوماً، على معنى : وليجزي الجزاء قوماً.
) وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا بَنِى إِسْرَاءِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمينَ وَءاتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الاٌّ مْرِ فَمَا اخْتَلَفُواْ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِى بِيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (
الجاثية :( ١٦ - ١٧ ) ولقد آتينا بني.....
) الْكِتَابِ ( التوراة ) وَالْحُكْمَ ( الحكمة والفقه. أو فصل الخصومات بين الناس ؛ لأنّ الملك كان فيهم والنبوّة ) مّنَ الطَّيّبَاتِ ( مما أحل الله لهم وأطاب من الأرزاق ) وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمينَ ( حيث لم نؤت غيرهم مثل ما آتيناهم ) بَيّنَاتٍ ( آيات ومعجزات ) مِنَ الاْمْرِ ( من أمر الدين، فما وقع بينهم الخلاف في الدين ) إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ ( ما هو موجب لزوال الخلاف وهو العلم. وإنما اختلفوا لبغى حدث بينهم، أو لعداوة وحسد.
) ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الاٌّ مْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّهُمْ لَن يُغْنُواْ عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِىُّ الْمُتَّقِينَ (
الجاثية :( ١٨ ) ثم جعلناك على.....
) عَلَى شَرِيعَةٍ ( على طريقة ومنهاج ) مِنَ الاْمْرِ ( من أمر الدين، فاتبع شريعتك الثابتة بالدلائل والحجج، ولا تتبع ما لا حجة عليه من أهواء الجهال، ودينهم المبنى على هوى وبدعة، وهم رؤساء قريش حين قالوا : ارجع إلى دين أبائك. ولا توالهم، إنما يوالي الظالمين من هو ظالم مثلهم، وأما المتقون : فوليهم الله وهم موالوه. وما أبين الفصل بين الولايتين.
) هَاذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ( ٧ )
الجاثية :( ٢٠ ) هذا بصائر للناس.....


الصفحة التالية
Icon