" صفحة رقم ٢٩٦ "
الإبدال من كل أمة ) إِلَى كِتَابِهَا ( إلى صحائف أعمالها، فاكتفى باسم الجنس، كقوله تعالى :) وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ ( ( الكهف : ٤٩ ). ) الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ( محمول على القول. فإن قلت : كيف أضيف الكتاب إليهم وإلى الله عزَّ وجل ؟ قلت : الإضافة تكون للملابسة، وقد لابسهم ولابسه، أما ملابسته إياهم، فلأن أعمالهم مثبتة فيه. وأما ملابسته إياه ؛ فلأنه مالكه، والآمر ملائكته أن يكتبوا فيه أعمال عباده ) يَنطِقُ عَلَيْكُم ( يشهد عليكم بما عملتم ) بِالْحَقّ ( من غير زيادة ولا نقصان ) إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ ( الملائكة ) مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( أي نستكتبهم أعمالكم ) فِى رَحْمَتِهِ ( في جنته. وجواب أما محذوف تقديره : وأما الذين كفروا فيقال لهم ) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ أَفَلَمْ تَكُنْ ( والمعنى ألم يأتكم رسلي فلم تكن آياتي تتلى عليكم، فحذف المعطوف عليه.
) وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لاَ رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِى مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ (
الجاثية :( ٣٢ ) وإذا قيل إن.....
وقرىء :( والساعة ) بالنصب عطفاً على الوعد، وبالرفع عطفاً على محل إن واسمها ) مَا السَّاعَةُ ( أيّ شيء الساعة ؟ فإن قلت : ما معنى ( إن نظن إلا ظناً ) ؟ قلت : أصله نظن ظناً. ومعناه : إثبات الظن فحسب، فأدخل حرفا النفي والاستثناء، ليفاد إثبات الظن مع نفي ما سواه وزيد نفي ما سوى الظن توكيداً بقوله :) وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ سَيّئَاتُ مَا عَمِلُواْ ( أي قبائح أعمالهم. أو عقوبات أعمالهم السيئات، كقوله تعالى :) وَجَزَاء سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مّثْلُهَا ( ( الشورى : ٤٥ ).
) وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَاذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن نَّاصِرِينَ ذَلِكُم بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ ءَايَاتِ اللَّهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَواةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لاَ يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلاَ هُمْ يُسْتَعَتَبُونَ (
الجاثية :( ٣٤ ) وقيل اليوم ننساكم.....
) نَنسَاكُمْ ( نترككم في العذاب كما تركتم عدة ) لِقَاء يَوْمِكُمْ هَاذَا ( وهي الطاعة، أو نجعلكم بمنزلة الشيء المنسي غير المبالي به، كما لم تبالوا أنتم بلقاء يومكم ولم تخطروه ببال، كالشيء الذي يطرح نسياً منسياً. فإن قلت : فما معنى إضافة اللقاء إلى اليوم ؟ قلت : كمعنى إضافة المكر في قوله تعالى :) بَلْ مَكْرُ الَّيْلِ وَالنَّهَارِ ( ( سبأ : ٣٣ ) أي نسيتم لقاء اليوم في يومكم هذا ولقاء جزائه. وقرىء ( لا يخرجون ) بفتح الياء ) وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ( ولا يطلب منهم أن يعتبوا ربهم أي يرضوه.
) فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الاٌّ رْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَلَهُ الْكِبْرِيَآءُ فِى السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ وَهُوَ الْعِزِيزُ الْحَكِيمُ ( ٧ )
الجاثية :( ٣٦ - ٣٧ ) فلله الحمد رب.....