" صفحة رقم ٣٠٩ "
) وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُواْ عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِى حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِى الاٌّ رْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ (
الأحقاف :( ٢٠ ) ويوم يعرض الذين.....
ناصب الظرف هو القول المضمر قبل ) أَذْهَبْتُمْ ( وعرضهم على النار : تعذيبهم بها، من قولهم : عرض بنو فلان على السيف إذا قتلوا به ومنه قوله تعالى :) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا ( ( غافر : ٤٦ ) ويجوز أن يراد : عرض النار عليهم من قولهم : عرضت الناقة على الحوض، يريدون : عرض الحوض عليها فقلبوا. ويدل عليه تفسير ابن عباس رضي الله عنه : يجاء بهم إليها فيكشف لهم عنها ) أَذْهَبْتُمْ طَيّبَاتِكُمْ ( أي : ما كتب لكم حظ من الطيبات إلا ما قد أصبتموه في دنياكم، وقد ذهبتم به وأخذتموه، فلم يبق لكم بعد استيفاء حظكم شيء منها. وعن عمر رضي الله عنه : لو شئت لدعوت بصلائق وصناب وكراكر وأسمنة، ولكني رأيت الله تعالى نعى على قوم طيباتهم فقال : أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا. وعنه : لو شئت لكنت أطيبكم طعاماً وأحسنكم لباسا، ولكني أستبقي طيباتي : وعن رسول الله ( ﷺ ) :
( ١٠٢٩ ) أنه دخل على أهل الصفة وهم يرقعون ثيابهم بالأدم ما يجدون لها رقاعاً، فقال :( أأنتم اليوم خير أو يوم يغدو أحدكم في حلة ويروح في أخرى، ويغدي عليه بجفنة ويراح عليه بأخرى، ويستر بيته كما تستر الكعبة. قالوا : نحن يومئذٍ خير. قال : بل أنتم اليوم خير ) وقرىء :( أذهبتم ) بهمزة الاستفهام. و ( آأذهبتم ) بألف بين همزتين :( الهون ) و ( الهوان ) وقرىء ( عذاب الهوان )، وقرىء :( يفسقون ) بضم السين وكسرها.
) وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالاٌّ حْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللَّهَ إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ( ٧ )
الأحقاف :( ٢١ ) واذكر أخا عاد.....


الصفحة التالية
Icon