" صفحة رقم ٣١٧ "
والتوبيخ لهم على استهزائهم بوعد الله ووعيده، وقولهم :) وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ( ( الشعراء : ١٣٨ ).
) فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلاَ تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلاَغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (
الأحقاف :( ٣٥ ) فاصبر كما صبر.....
) أُوْلُو الْعَزْمِ ( أولوا الجد والثبات والصبر. و ) مِنْ ( يجوز أن تكون للتبعيض، ويراد بأولى العزم : بعض الأنبياء. قيل : هم نوح، صبر على أذى قومه : كانوا يضربونه حتى يغشى عليه، وإبراهيم على النار وذبح ولده، وإسحاق على ا لذبح، ويعقوب على فقد ولده وذهاب بصره، ويوسف على الجب والسجن، وأيوب على الضرّ، وموسى قال له قومه : إنا لمدركون، قال : كلا إنّ معي ربي سيهدين، وداود بكى على خطيئته أربعين سنة، وعيسى لم يضع لبنة على لبنة وقال : إنها معبرة فاعبروها ولا تعمروها. وقال الله تعالى في آدم :) وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ( ( طه : ١١٥ ) وفي يونس :) وَلاَ تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ ( ( القلم : ٤٨ ) ويجوز أن تكون للبيان، فيكون أولو العز صفة الرسل كلهم ) وَلاَ تَسْتَعْجِل ( لكفار قريش بالعذاب، أي : لا تدع لهم بتعجيله ؛ فإنه نازل بهم لا محالة، وإن تأخر، وأنهم مستقصرون حينئذٍ مدّة لبثهم في الدنيا حتى يحسبوها ) سَاعَةً مّن نَّهَارٍ بَلاَغٌ ( أي هذا الذي وعظتم به كفاية في الموعظة. أو هذا تبليغ من الرسول عليه السلام ) فَهَلْ يُهْلَكُ ( إلا الخارجون عن الاتعاظ به، والعمل بموجبه. ويدل على معنى التبليغ قراءة من قرأ : بلغ فهل يهلك : وقرىء ( بلاغاً )، أي بلغوا بلاغاً : وقرىء ( يهلك ) بفتح الياء وكسر اللام وفتحها، من هلك وهلك. ونهلك بالنون ) إِلاَّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (.
وعن رسول الله ( ﷺ ) :
( ١٠٣٥ ) ( من قرأ سورة الأحقاف كتب له عشر حسنات بعدد كل رملة في الدنيا ).