" صفحة رقم ٣٢٣ "
على معنى أنه ربهم ومالك أمرهم ؛ وأما على معنى الناصر فهو مول المؤمنين خاصة.
) إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الاٌّ نْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الاٌّ نْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ (
محمد :( ١٢ ) إن الله يدخل.....
) يَتَمَتَّعُونَ ( ينتفعون بمتاع الحياة الدنيا أياماً قلائل ) وَيَأْكُلُونَ ( غافلين غير مفكرين في العاقبة ) كَمَا تَأْكُلُ الاْنْعَامُ ( في مسارحها ومعالفها، غافلة عما هي بصدده من النحر والذبح ) مَثْوًى لَّهُمْ ( منزل ومقام.
) وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِىَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِى أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلاَ نَاصِرَ لَهُمْ (
محمد :( ١٣ ) وكأين من قرية.....
وقرىء :( وكائن ) بوزن كاعن. وأراد بالقرية أهلها، ولذلك قال :) أَهْلَكْنَاهُمْ ( كأنه قال : وكم من قوم هم أشد قوّة من قومك الذين أخرجوك أهلكناهم. ومعنى أخرجوك : كانوا سبب خروجك. فإن قلت : كيف قال :) فَلاَ نَاصِرَ لَهُمْ ( ؟ وإنما هو أمر قد قضى. قلت : مجراه مجرى الحال المحكية، كأنه قال : أهلكناهم فهم لا ينصرون.
) أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُواْ أَهْوَاءَهُمْ (
محمد :( ١٤ ) أفمن كان على.....
من زين له : هم أهل مكة الذين زين لهم الشيطان شركهم وعداوتهم لله ورسوله، ومن كان على بينة من ربه أي على حجة من عنده وبرهان : وهو القرآن المعجز وسائر المعجزات هو رسول الله ( ﷺ ). وقرىء :( أمن كان على بينة من ربه ) وقال تعالى :) سُوء عَمَلِهِ وَاتَّبَعُواْ ( الحمل على لفظ ) مِّن ( ومعناه.
) مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِى وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ ءَاسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِى النَّارِ وَسُقُواْ مَآءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَآءَهُمْ (
محمد :( ١٥ ) مثل الجنة التي.....
فإن قلت : ما معنى قوله تعالى :) مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِى وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ ( كمن هو خالد في النار ؟ قلت : هو كلام في صورة الإثبات ومعنى النفي والإنكار، لانطوائه