" صفحة رقم ٣٢٧ "
مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الاٌّ مْرُ فَلَوْ صَدَقُواْ اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ (
محمد :( ٢٠ ) ويقول الذين آمنوا.....
كانوا يدعون الحرص على الجهاد ويتمنونه بألسنتهم ويقولون :) لَوْلاَ نُزّلَتْ سُورَةٌ ( في معنى الجهاد ) فَإِذَا أُنزِلَتْ ( وأمروا فيها بما تمنوا وحرصوا عليه كاعوا وشق عليهم، وسقطوا في أيديهم، كقوله تعالى :) فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ ( ( النساء : ٧٧ ). ) مُّحْكَمَةٌ ( مبينة غير متشابهة لا تحتمل وجهاً إلا وجوب القتال. وعن قتادة : كل سورة فيها ذكر القتال فهي محكمة، وهي أشدّ القرآن على المنافقين. وقيل لها ( محكمة ) لأنّ النسخ لا يرد عليها من قبل أنّ القتال قد نسخ ما كان من الصفح والمهادنة، وهو غير منسوخ إلى يوم القيامة. وقيل : هي المحدثة ؛ لأنها حين يحدث نزولها لا يتناولها النسخ، ثم تنسخ بعد ذلك أو تبقى غير منسوخة. وفي قراءة عبد الله ( سورة محدثة ) وقرىء :( فإذا نزلت سورة ذَكَرَ فيها القتالُ ) على البناء للفاعل ونصب القتال ) الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ ( هم الذين كانوا على حرف غير ثابتي الأقدام ) نَظَرَ الْمَغْشِىّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ( أي تشخص أبصارهم جبناً وهلعاً وغيظاً، كما ينظر من أصابته الغشية عند الموت ) فَأَوْلَى لَهُمْ ( وعيد بمعنى : فويل لهم. وهو أفعل : من الولي وهو القرب. ومعناه الدعاء عليهم بأن يليهم المكروه ) طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ ( كلام مستأنف، أي : طاعة وقول معروف خير لهم. وقيل : هي حكاية قولهم، أي قالوا وقول معروف، بمعنى : أمرنا طاعة وقول معروف. وتشهد له قراءة أبيّ : يقولون طاعة وقول معروف ) فَإِذَا عَزَمَ الاْمْرُ ( أي جدّ. والعز والجد لأصحاب الأمر. وإنما يسندان إلى الأمر إسناداً مجازياً. ومنه قوله تعالى :) إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الاْمُورِ ( ( الشورى : ٤٣ ). ) فَلَوْ صَدَقُواْ اللَّهَ ( فيما زعموا من الحرص على الجهاد. أو : فلو صدقوا في إيمانهم وواطأت قلوبهم فيه ألسنتهم.
) فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِى الاٌّ رْضِ وَتُقَطِّعُواْ أَرْحَامَكُمْ أَوْلَائِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (
محمد :( ٢٢ ) فهل عسيتم إن.....
عسيت وعسيتم : لغة أهل الحجاز. وأما بنو تميم فيقولون : عسى أن تفعل، وعسى أن تفعلوا، ولا يلحقون الضمائر : وقرأ نافع بكسر السين وهو غريب، وقد نقل الكلام من الغيبة إلى الخطاب على طريقة الالتفات ؛ ليكون أبلغ في التوكيد. فإن قلت : ما معنى :) فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تُفْسِدُواْ فِى الاْرْضِ ( ؟ قلت : معناه : هل يتوقع منكم