" صفحة رقم ٣٣٠ "
ودللناك عليهم. حتى تعرفهم بأعيانهم لا يخفون عليك ) بِسِيمَاهُمْ ( بعلامتهم : وهو أن يسمعهم الله تعالى بعلامة يعلمون بها. وعن أنس رضي الله عنه :
( ١٠٣٧ ) ما خفي على رسول الله ( ﷺ ) بعد هذه الآية شيء من المنافقين : كان يعرفهم بسيماهم، ولقد كنا في بعض الغزوات وفيها تسعة من المنافقين يشكوهم الناس، فناموا ذات ليلة وأصبحوا وعلى جبهة كل واحد منهم مكتوب : هذا منافق. فإن قلت : أي فرق بين اللامين في ) فَلَعَرَفْتَهُم ( و ) لتعرفنهم ( ؟ قلت : الأولى هي الداخلة في جواب ( لو ) كالتي في ) نَشَاء لارَيْنَاكَهُمْ ( كررت في المعطوف، وأما اللام في ) وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ ( فواقعة مع النون في جواب قسم محذوف ) فِى لَحْنِ الْقَوْلِ ( في نحوه وأسلوبه. وعن ابن عباس : هو قولهم : ما لنا إن أطعنا من الثواب ؟ ولا يقولون : ما علينا إن عصينا من العقاب. وقيل : اللحن : أن تلحن بكلامك، أي : تميله إلى نحو من الأنحاء ليفطن له صاحبك كالتعريض والتورية. قال : وَلَقَدْ لَحَنْتُ لَكُم لِكَيْمَا تَفْقَهُوا
وَاللَّحْنُ يَعْرِفُهُ ذَوُو الأَلْبَاب
وقيل للمخطىء : لاحن ؛ لأنه يعدل بالكلام عن الصواب.
) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (
محمد :( ٣١ ) ولنبلونكم حتى نعلم.....
) أَخْبَارَكُمْ ( ما يحكى عنكم وما يخبر به عن أعمالكم، ليعلم حسنها من قبيحها ؛ لأن الخبر على حسب المخبر عنه : إن حسناً فحسن، وإن قبيحاً فقبيح، وقرأ يعقوب : ونبلو، بسكون الواو على معنى : ونحن نبلو أخباركم. وقرىء :( وليبلونكم ويعلم ) ويبلو بالياء. وعن الفضيل : أنه كان إذا قرأها بكى وقال : اللَّهم لا تبلنا، فإنك إن بلوتنا فضحتنا وهتكت أستارنا وعذبتنا.
) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَآقُّواْ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَن يَضُرُّواْ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ (
محمد :( ٣٢ ) إن الذين كفروا.....
) وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ ( التي عملوها في دينهم يرجون بها الثواب ؛ لأنها مع كفرهم برسول الله ( ﷺ ) باطلة، وهم قريظة والنضير. أو سيحبط أعمالهم التي عملوها، والمكايد التي نصبوها في مشاقة الرسول، أي : سيبطلها فلا يصلون منها إلى أغراضهم، بل