" صفحة رقم ٣٣٥ "
موسى بن عقبة :
( ١٠٤١ ) أقبل رسول الله ( ﷺ ) من الحديبية راجعاً، فقال رجل من أصحابه : ما هذا بفتح، لقد صدّونا عن البيت وصد هدينا، فبلغ النبي ( ﷺ ) فقال :( بئس الكلام هذا، بل هو أعظم الفتوح، وقد رضى المشركون أن يدفعوكم عن بلادهم بالراح، ويسألوكم القضية، ويرغبوا إليكم في الأمان، وقد رأوا منكم ما كرهوا )، وعن الشعبي :
( ١٠٤٢ ) نزلت بالحديبية وأصاب رسول الله ( ﷺ ) في تلك الغزوة ما لم يصب في غزوة أصاب : أن بويع بيعة الرضوان، وغفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر، وظهرت الروم على فارس ؛ وبلغ الهدى محله، وأطعموا نخل خيبر، وكان في فتح الحديبية آية عظيمة. وذلك أنه نزح ماؤها حتى لم يبق فيها قطرة، فتمضمض رسول الله ( ﷺ ) ثم مجه فيها، فدرت بالماء حتى شرب جميع من كان معه. وقيل : فجاش الماء حتى امتلأت ولم ينفد ماؤها بعد وقيل : هو فتح خيبر، وقيل : فتح الروم. وقيل : فتح الله له بالإسلام والنبوّة والدعوة بالحجة والسيف، ولا فتح أبين منه وأعظم، وهو رأس الفتوح كلها، إذ لا فتح من فتوح الإسلام إلا وهو تحته ومتشعب منه. وقيل : معناه قضينا لك قضاء بيناً على أهل مكة أن تدخلها أنت وأصحابك من قابل ؛ لتطوفوا بالبيت : من الفتاحة وهي الحكومة، وكذا عن قتادة ) مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ( يريد : جميع ما فرط منك. وعن مقاتل : ما تقدم في الجاهلية وما بعدها. وقيل : ما تقدم من حديث مارية وما تأخر من امرأة زيد ) نَصْراً عَزِيزاً ( فيه عز ومنعة أو وصف بصفة المنصور إسناداً مجازياً أو عزيزاً صاحبه.
) هُوَ الَّذِى أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِى قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُواْ إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ