" صفحة رقم ٣٣٧ "
وشدة، فصح أن يقع عليه اسم السوء، كقوله عزّ وعلا :) إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً ( ( الأحزاب : ١٧ ).
) إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً لِّتُؤْمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (
الفتح :( ٨ - ٩ ) إنا أرسلناك شاهدا.....
) شَاهِداً ( تشهد على أمّتك، كقوله تعالى :) وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ( ( البقرة : ١٤٣ ). ) لّتُؤْمِنُواْ ( الضمير للناس ) وَتُعَزّرُوهُ ( ويقووه بالنصرة ) وَتُوَقّرُوهُ ( ويعظموه ) وَتُسَبّحُوهُ ( من التسبيح. أو من السبحة، والضمائر لله عز وجلّ والمراد بتعزيز الله : تعزيز دينه ورسوله ( ﷺ ). ومن فرق الضمائر فقد أبعد. وقرىء :( لتؤمنوا ) ( وتعزروه ) ( وتوقروه ) ( وتسبحوه ) بالتاء. والخطاب لرسول الله ( ﷺ ) ولأمّته. وقرىء :( وتعزروه ) بضم الزاي وكسرها. وتعزروه بضم التاء والتخفيف، وتعززوه بالزايين. وتوقروه من أوقره بمعنى وقره. وتسبحوا الله ) بُكْرَةً وَأَصِيلاً ( عن ابن عباس رضي الله عنهما : صلاة الفجر وصلاة الظهر والعصر.
) إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (
الفتح :( ١٠ ) إن الذين يبايعونك.....
لما قال ) إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ ( أكده تأكيداً على طريق التخييل فقال :) يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ( يريد أن يد رسول الله التي تعلو أيدي المبايعين : هي يد الله، والله تعالى منزه عن الجوارح وعن صفات الأجسام، وإنما المعنى : تقرير أن عقد الميثاق مع الرسول كعقده مع الله من غير تفاوت بينهما، كقوله تعالى :) مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ( ( النساء : ٨٠ ) والمراد : بيعة الرضوان ) فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ ( فلا يعود ضرر نكثه إلا عليه. قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه :
( ١٠٤٣ ) بايعنا رسول الله تحت الشجرة على الموت، وعلى أن لا نفرّ، فما نكث