" صفحة رقم ٣٤٣ "
) وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَاذِهِ وَكَفَّ أَيْدِىَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ ءَايَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً (
الفتح :( ٢٠ ) وعدكم الله مغانم.....
) وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً ( وهي ما يفيء على المؤمنين إلى يوم القيامة ) فَعَجَّلَ لَكُمْ هَاذِهِ ( المغانم يعني مغانم خيبر ) وَكَفَّ أَيْدِىَ النَّاسِ عَنْكُمْ ( يعني أيدي أهل خيبر وحلفاؤهم من أسد وغطفان حين جاؤوا لنصرتهم، فقذف الله في قلوبهم الرعب فنكصوا. وقيل : أيدي أهل مكة بالصلح ) وَلِتَكُونَ ( هذه الكفة ) لّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ ( وعبرة يعرفون بها أنهم من الله تعالى بمكان، وأنه ضامن نصرهم والفتح عليهم. وقيل : رأى رسول الله ( ﷺ ) فتح مكة في منامه، ورؤيا الأنبياء صلوات الله عليهم وحي، فتأخر ذلك إلى السنة القابلة، فجعل فتح خيبر علامة وعنواناً لفتح مكة ) وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُّسْتَقِيماً ( ويزيدكم بصيرة ويقيناً، وثقة بفضل الله.
) وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيراً (
الفتح :( ٢١ ) وأخرى لم تقدروا.....
) وَأُخْرَى ( معطوفة على هذه، أي : فعجل لكم هذه المغانم ومغانم أخرى ) لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا ( وهي مغانم هوازن في غزوة حنين، وقال : لم تقدروا عليها لما كان فيها من الجوالة ) قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا ( أي قدر عليها واستولى وأظهركم عليها وغنمكموها. ويجوز في ) أُخْرَى ( النصب بفعل مضمر، يفسر ) قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا ( تقديره : وقضى الله أخرى قد أحاط بها. وأما ) لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا ( فصفة لأخرى، والرفع على الابتداء لكونها موصوفة بلم تقدروا، وقد أحاط بها : خبر المبتدأ، والجرّ بإضمار رب. فإن قلت : قوله تعالى :) وَلِتَكُونَ ءايَةً لّلْمُؤْمِنِينَ ( ( الفتح : ٢٠ ) كيف موقعه ؟ قلت : هو كلام معترض. ومعناه : ولتكون الكفة آية للمؤمنين فعل ذلك. ويجوز أن يكون المعنى : وعدكم المغانم، فعجل هذه الغنيمة وكف الأعداء لينفعكم بها، ولتكون آية للمؤمنين إذا وجدوا وعد الله بها صادقاً، لأنّ صدق الإخبار عن الغيوب معجزة وآية، ويزيدكم بذلك هداية وإيقاناً.
) وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كفَرُواْ لَوَلَّوُاْ الاٌّ دْبَارَ ثُمَّ لاَ يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِى قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً (
الفتح :( ٢٢ - ٢٣ ) ولو قاتلكم الذين.....
) وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كفَرُواْ ( من أهل مكة ولم يصالحوا. وقيل : من حلفاء أهل خيبر لغلبوا وانهزموا ) سُنَّةَ اللَّهِ ( في موضع المصدر المؤكد، أي : سن الله غلبة أنبيائه سنه، وهو قوله تعالى :) لاَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِى ( ( المجادلة : ٢١ ).


الصفحة التالية
Icon