" صفحة رقم ٣٤٥ "
وَوَطِئْتَنَا وَطْأَ عَلَى حَنَق
وَطْأَ الْمُقَيَّدِ نَابِتَ الْهَرْمِ
وقال رسول الله ( ﷺ ) :
( ١٠٤٨ ) ( وأن آخر وطأة وطئها الله بِوَجٍّ ) والمعنى : أنه كان بمكة قوم من المسلمين مختلطون بالمشركين غير متميزين منهم ولا معروفي الأماكن : فقيل : ولولا كراهة أن تهلكوا ناساً مؤمنين بين ظهراني المشركين وأنتم غير عارفين بهم، فتصيبكم بإهلاكهم مكروه ومشقة : لما كف أيديكم عنهم، وحذف جواب ( لولا ) لدلالة الكلام عليه. ويجوز أن يكون ) لَوْ تَزَيَّلُواْ ( كالتكرير للولا رجال مؤمنون، لمرجعهما إلى معنى واحد، ويكون ) لَعَذَّبْنَا ( هو الجواب. فإن قلت : أي معرة تصيبهم إذا قتلوهم وهم لا يعلمون. قلت : يصيبهم وجوب الدية والكفارة، وسوء قالة المشركين أنهم فعلوا بأهل دينهم مثل ما فعلوا بنا من غير تمييز، والمأثم إذا جرى منهم بعض التقصير. فإن قلت : قوله تعالى :) لّيُدْخِلَ اللَّهُ فِى رَحْمَتِهِ مَن يَشَاء ( تعليل لماذا ؟ قلت : لما دلت عليه الآية وسيقت له : من كف الأيدي عن أهل مكة، والمنع من قتلهم ؛ صوناً لمن بين أظهرهم من المؤمنين، كأنه قال : كان الكف ومنع التعذيب ليدخل الله في رحمته ؛ أي : في توفيقه لزيادة الخير والطاعة مؤمنيهم. أو ليدخل في الإسلام من رغب فيه من مشركيهم ) لَوْ تَزَيَّلُواْ ( لو تفرقوا وتميز بعضهم من بعض : من زاله يزيله. وقرىء :( لو تزايلوا ).
) إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِى قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُواْ أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيماً (
الفتح :( ٢٦ ) إذ جعل الذين.....
) إِذْ ( يجوز أن يعمل فيه ما قبله. أي : لعذبناهم أو صدوهم عن المسجد الحرام