" صفحة رقم ٣٥٣ "
( ١٠٥٦ ) أنّ أناساً ذبحوا يوم الأضحى قبل الصلاة فنزلت، وأمرهم رسول الله ( ﷺ ) أن يعيدوا ذبحاً آخر. وهذا مذهب أبي حنيفة رحمه الله، إلا أن تزول الشمس. وعند الشافعي : يجوز الذبح إذا مضى من الوقت مقدار الصلاة. وعن الحسن أيضاً : لما استقرّ رسول الله ( ﷺ ) بالمدينة أتته الوفود من الآفاق فأكثروا عليه بالمسائل، فنهوا أن يبتدؤه بالمسألة حتى يكون هو المبتديء وعن قتادة : ذكر لنا أنّ ناساً كانوا يقولون : لو أنزل فيه كذا لكان كذا، فكره الله ذلك منهم وأنزلها. وقيل : هي عامة في كل قول وفعل ؛ ويدخل فيه أنه إذا جرت مسألة في مجلس رسول الله ( ﷺ ) لم يسبقوه بالجواب، وأن لا يمشي بين يديه إلا لحاجة، وأن يستأني في الافتتاح بالطعام ) وَاتَّقَوْاْ ( فإنكم إن اتقيتموه عاقتكم التقوى عن التقدمة المنهى عنها وعن جميع ما تقتضي مراقبة الله تجنبه، فإن التقيّ حذر لا يشافه أمراً إلا عن ارتفاع الريب وانجلاء الشك في أن لا تبعة عليه فيه، وهذا كما تقول لمن يقارف بعض الرذائل : لا تفعل هذا وتحفظ مما يلصق بك العار. فتنهاه أوّلاً عن عين ما قارفه، ثم تعم وتشيع وتأمره بما لو امتثل فيه أمرك لم يرتكب تلك الفعلة وكل ما يضرب في طريقها ويتعلق بسببها ) إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ ( لما تقولون ) عَلِيمٌ ( بما تعملون، وحق مثله أن يتقى ويراقب.
) ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَرْفَعُواْ أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِىِّ وَلاَ تَجْهَرُواْ لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ (
الحجرات :( ٢ ) يا أيها الذين.....
إعادة النداء عليهم : استدعاء منهم لتجديد الاستبصار عند كل خطاب وارد، وتطرية الإنصات لكل حكم نازل، وتحريك منهم لئلا يفترقوا ويغفلوا عن تأملهم وما أخذوا به عند حضور مجلس رسول الله ( ﷺ ) من الأدب الذي المحافظة عليه تعود عليهم بعظيم الجدوى في دينهم. وذلك لأنّ في إعظام صاحب الشرع إعظام ما ورد به، ومستعظم الحق لا يدعه استعظامه أن يألو عملاً بما يحدوه عليه. وارتداعاً عما يصده عنه،


الصفحة التالية
Icon