" صفحة رقم ٣٥٥ "
ذلك، ففي الحديث، أنه قال عليه الصلاة والسلام للعباس بن عبد المطلب لما انهزم الناس يوم حنين :
( ١٠٦٠ ) ( اصرخ بالناس ) وكان العباس أجهر الناس صوتاً. يروى : أنّ غارة أتتهم يوماً فصاح العباس يا صباحاه، فأسقطت الحوامل لشدّة صوته. وفيه يقول نابغة بني جعدة : زَجْرَ أَبِي عُرْوَةَ السِّبَاعَ إِذَا
أَشْفَقَ أَنْ يَخْتَلِطْنَ بِالْغَنَمِ
زعمت الرواة أنه كان يزجر السباع عن الغنم فيفتق مرارة السبع في جوفه، وفي قراءة ابن مسعود ( لا ترفعوا بأصواتكم ) والباء مزيدة محذوّ بها حذر التشديد في قول الأعلم الهذلي : رَفَعْتُ عَيْنِي بِالْحِجَا
زِ إِلى أُنَاسٍ بِالمَنَاقِبْ
وليس المعنى في هذه القراءة أنهم نهوا عن الرفع الشديد، تخيلاً أن يكون ما دون الشديد مسوغاً لهم، ولكن المعنى نهيهم عما كانوا عليه من الجلبة، واستجفاؤهم فيما كانوا يفعلون. وعن ابن عباس :
( ١٠٦١ ) نزلت في ثابت بن قيس بن شماس، وكان في أذنه وقر، وكان جمهوري الصوت، فكان إذا تكلم رفع صوته، وربما كان يكلم رسول الله ( ﷺ ) فيتأذى بصوته. وعن أنس
( ١٠٦٢ ) أن هذه الآية لما نزلت : فقد ثابت، فتفقده رسول الله ( ﷺ ) فأخبر بشأنه، فدعاه، فسأله فقال : يا رسول الله، لقد أنزلت إليك هذه الآية، وإني رجل جهير