" صفحة رقم ٣٨٦ "
يا حار، إنه لملبوس عليك، اعرف الحق تعرف أهله. ولبس الشيطان عليهم : تسويله إليهم أن إحياء الموتى أمر خارج عن العادة، فتركوا لذلك القياس الصحيح : أن من قدر على الإنشاء كان على الإعادة أقدر. فإن قلت : لم نكر الخلق الجديد، وهلا عرّف الخلق الأول ؟ قلت : قصد في تنكيره إلى خلق جديد له شأن عظيم وحال شديد. حق من سمع به أن يهتم به ويخاف، ويبحث عنه ولا يقعد على لبس في مثله.
) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (
ق :( ١٦ ) ولقد خلقنا الإنسان.....
الوسوسة : الصوت الخفي. ومنها : وسواس الحلى. ووسوسة النفس : ما يخطر ببال الإنسان ويهجس في ضميره من حديث النفس. والباء مثلها في قولك : صوت بكذا وهمس به. ويجوز أن تكون للتعدية والضمير للإنسان، أي : ما تجعله موسوساً، وما مصدرية، لأنهم يقولون : حدّث نفسه بكذا، كما يقولون : حدثته به نفسه. قال : وَاكْذِبِ النَّفْسَ إِذَا حَدَّثْتَهَا


الصفحة التالية
Icon