" صفحة رقم ٣٩٤ "
تبلغه أمانيهم، حتى يشاؤه. وقيل : إن السحاب تمرّ بأهل الجنة فتمطرهم الحور، فتقول : نحن المزيد الذي قال الله عز وجل :) وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (.
) وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً فَنَقَّبُواْ فِى الْبِلَادِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ (
ق :( ٣٦ ) وكم أهلكنا قبلهم.....
(فنقبوا ) وقرىء بالتخفيف : فخرقوا في البلاد ودوّخوا. والتنقيب : التنقير عن الأمر والبحث والطلب. قال الحرث بن حلزة : نَقَّبُوا فِي الْبِلاَد مِنْ حَذَرِ الْمَو
تِ وَجَالُوا فِي الأَرْضِ كُلَّ مَجَالِ
ودخلت الفاء للتسبيب عن قوله :) هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً ( أي : شدّة بطشهم أبطرتهم وأقدرتهم على التنقيب وقوّتهم عليه. ويجوز أن يراد : فنقب أهل مكة في أسفارهم ومسايرهم في بلاد القرون، فهل رأوا لهم محيصاً حتى يؤملوا مثله لأنفسهم، والدليل على صحته قراءة من قرأ :( فنقبوا ) على الأمر، كقوله :) فَسِيحُواْ فِى الاْرْضِ ( ( التوبة : ٢ ) وقرىء بكسر القاف مخففة من النقب وهو أن يتنقب خف البعير. قال : مَا مَسَّهَا مِنْ نَقَبٍ وَلاَ دَبَرْ ;
والمعنى : فنقبت أخفاف إبلهم. أو : حفيت أقدامهم ونقبت، كما تنقب أخفاف الإبل لكثرة طوفهم في البلاد ) هَلْ مِن مَّحِيصٍ ( من الله، أو من الموت.
) إِنَّ فِى ذَالِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (
ق :( ٣٧ ) إن في ذلك.....
) لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ ( أي قلب واع ؛ لأنّ من لا يعي قلبه فكأنه لا قلب له. وإلقاء السمع : الإصغاء ) وَهُوَ شَهِيدٌ ( أي حاضر بفطنته. لأنّ من لا يحضر ذهنه فكأنه غائب، وقد ملح الإمام عبد القاهر في قوله لبعض من يأخذ عنه :
مَا شِئْتَ مِنْ زَهْزَهَةٍ وَالْفَتَى
بِمُصْقِلاَبَاذٍ لِسَقْيِ الزُّرُوعِ
أو : وهو مؤمن شاهد على صحته وأنه وحي من الله، أو وهو بعض الشهداء في قوله تعالى :) لّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ ( ( البقرة : ١٤٣ ) وعن قتادة وهو شاهد على


الصفحة التالية
Icon