" صفحة رقم ٣٩٦ "
عباس رضي الله عنهما : الوتر بعد العشاء. والأدبار : جمع دبر. وقرىء :( وأدبار ) من أدبرت الصلاة إذا انقضت وتمت. ومعناه : ووقت انقضاء السجود، كقولهم : آتيك خفوق النجم ) وَاسْتَمِعْ ( يعني واستمع لما أخبرك به من حال يوم القيامة. وفي ذلك تهويل وتعظيم لشأن المخبر به والمحدّث عنه، كما يروى عن النبي ( ﷺ )
( ١٠٨٧ ) أنه قال سبعة أيام لمعاذ بن جبل :( يا معاذاً اسمع ما أقول لك )، ثم حدّثه بعد ذلك. فإن قلت : بم انتصب اليوم ؟ قلت : بما دل عليه ) ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ( أي : يوم ينادي المنادي يخرجون من القبور. ويوم يسمعون : بدل من ) يَوْمَ يُنَادِ ( و ) الْمُنَادِ ( إسرافيل ينفخ في الصور وينادي : أيتها العظام البالية والأوصال المنقطعة واللحوم المتمزقة والشعور المتفرقة إنّ الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء. وقيل : إسرافيل ينفخ وجبريل ينادي بالحشر ) مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ ( من صخرة بيت المقدس، وهي أقرب الأرض من السماء باثني عشر ميلاً، وهي وسط الأرض. وقيل : من تحت أقدامهم. وقيل : من منابت شعورهم يسمع من كل شعرة : أيتها العظام البالية، و ) الصَّيْحَةَ ( النفخة الثانية ) بِالْحَقّ ( متعلق بالصيحة، والمراد به البعث والحشر للجزاء.
) يَوْمَ تَشَقَّقُ الاٌّ رْضُ عَنْهُمْ سِرَاعاً ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (
ق :( ٤٤ ) يوم تشقق الأرض.....
وقرىء :( تشقق ) وتشقق بإدغام التاء في الشين، وتشقق على البناء للمفعول، وتنشق ) سِرَاعاً ( حال من المجرور ) عَلَيْنَا يَسِيرٌ ( تقديم الظرف يدل على الاختصاص، يعني : لا يتيسر مثل ذلك الأمر العظيم إلا على القادر الذات الذي لا يشغله شأن عن شأن، كما قال تعالى :) مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ واحِدَةٍ ( ( لقمان : ٢٨ ).
) نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْءَانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ (
ق :( ٤٥ ) نحن أعلم بما.....
) نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ ( تهديد لهم وتسلية لرسول الله ( ﷺ ) ) بِجَبَّارٍ ( كقوله تعالى :) بِمُسَيْطِرٍ ( حتى تقسرهم على الإيمان، إنما أنت داع وباعث. وقيل : أريد التحلم عنهم وترك الغلظة عليهم. ويجوز أن يكون من جبره على الأمر بمعنى أجبره عليه، أي : ما أنت بوال عليهم تجبرهم على الإيمان. وعلى بمنزلته في قولك : هو


الصفحة التالية
Icon