" صفحة رقم ٤١٣ "
) فِي جَنَّاتِ ( أو على ) رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ ( على أن تجعل ما مصدرية ؛ والمعنى : فاكهين بإيتائهم ربهم ووقايتهم عذاب الجحيم. ويجوز أن تكون الواو للحال وقد بعدها مضمرة. يقال لهم :) كُلُواْ وَاشْرَبُواْ ( أكلا وشرباً ) هَنِيئَاً ( أو طعاماً وشراباً هنيئاً، وهو الذي لا تنغيص فيه. ويجوز أن يكون مثله في قوله : هَنِيئاً مَرِيئاً غَيْرَ دَاءٍ مخَامِر
لِعَزَّةَ مِنْ أَعْرَاضِنَا مَا اسْتَحَلَّتِ
أعني : صفة استعملت استعمال المصدر القائم مقام الفعل مرتفعاً به ما استحلت كما يرتفع بالفعل، ، كأنه قيل : هناء عزة المستحل من أعراضنا، وكذلك معنى ) هَنِيئَاً ( ههنا : هناءكم الأكل والشرب. أو هناءكم ما كنتم تعملون ؛ أي : جزاء ما كنتم تعملون. والباء مزيدة كما في ) كَفَى بِاللَّهِ ( ( الرعد : ٤٣ ) والباء متعلقة بكلوا واشربوا إذا جعلت الفاعل الأكل والشرب. وقرىء :( بعيس عين ).
) وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَىْءٍ كُلُّ امْرِىءٍ بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ (
الطور :( ٢١ - ٢٤ ) والذين آمنوا واتبعتهم.....
) وَالَّذِينَ ءامَنُواْ ( معطوف على ) حُورٌ عِينٌ ( أي : قرناهم بالحور وبالذين آمنوا، أي : بالرفقاء والجلساء منهم، كقوله تعالى :) إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ( ( الحجر : ٤٧ ) فيتمتعون تارة بملاعبة الحور، وتارة بمؤانسة الإخوان المؤمنين ) وَأَتْبَعْنَاهُم ( قال رسول الله ( ﷺ ) :
( ١٠٩٣ ) ( إن الله يرفع ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا دونه لتقرّبهم عينه ) ثم تلا هذه الآية. فيجمع الله لهم أنواع السرور بسعادتهم في أنفسهم، ومزاوجة الحور العين، وبمؤانسة الإخوان المؤمنين، وباجتماع أولادهم ونسلهم بهم. ثم قال :) ذُرّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرّيَّتَهُمْ ( أي بسبب إيمان عظيم رفيع المحل، وهو إيمان الآباء ألحقنا بدرجاتهم ذريتهم