" صفحة رقم ٤٢٤ "
صخرة كانت لهذيل وخزاعة. وعن ابن عباس رضي الله عنهما : لثقيف. وقرىء :( ومناءة ) وكأنها سميت مناة لأنّ دماء النسائك كانت تمنى عندها، أي : تراق، ومناءة مفعلة من النوء، كأنهم كانوا يستمطرون عندها الأنواء تبركاً بها. و ) الاْخْرَى ( ذمّ، وهي المتأخرة الوضيعة المقدار، كقوله تعالى :) وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لاِخْرَاهُمْ ( ( الأعراف : ٣٨ ) أي وضعاؤهم لرؤسائهم وأشرافهم. ويجوز أن تكون الأوّلية والتقدّم عندهم للات والعزى. كانوا يقولون إنّ الملائكة وهذه الأصنام بنات الله، وكانوا يعبدونهم ويزعمون أنهم شفعاؤهم عند الله تعالى مع وأدهم البنات، فقيل لهم ) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الاْنثَى ( ويجوز أن يراد : أنّ اللات والعزى ومناة إناث، وقد جعلتموهنّ لله شركاء، ومن شأنكم أن تحتقروا الإناث وتستنكفوا من أن يولدن لكم وينسبن إليكم، فكيف تجعلون هؤلاء الإناث أنداداً لله وتسمونهنّ آلهة ) قِسْمَةٌ ضِيزَى ( جائرة، من ضازه يضيزه إذا ضامه، والأصل : ضوزى. ففعل بها ما فعل ببيض ؛ لتسلم الياء. وقرىء :( ضئزى ) من ضأزه بالهمز. وضيزى : بفتح الضاد ) هِىَ ( ضمير الأصنام، أي ما هي ) إِلاَّ أَسْمَاء ( ليس تحتها في الحقيقة مسميات، لأنكم تدعون الإلهية لما هو أبعد شيء منها وأشدّه منافاة لها. ونحوه قوله تعالى :) مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا ( ( يوسف : ٤٠ ) أو ضمير الأسماء وهي قولهم، اللات والعزى ومناة، وهم يقصدون بهذه الأسماء الآلهة، يعني : ما هذه الأسماء إلا أسماء سميتموها بهواكم وشهوتكم، ليس لكم من الله على صحة تسميتها برهان تتعلقون به. ومعنى ) سَمَّيْتُمُوهَا ( سميتم بها، يقال : سميته زيداً، وسميته بزيد ( إن يتبعون ) وقرىء بالتاء ) إِلاَّ الظَّنَّ ( إلا توهم أنّ ما هم عليه حق، وأنّ آلهتهم شفعاؤهم، وما تشتهيه أنفسهم، ويتركون ما جاءهم من الهدى والدليل على أنّ دينهم باطل.
) أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّى فَلِلَّهِ الاٌّ خِرَةُ والاٍّ ولَى (
النجم :( ٢٤ - ٢٥ ) أم للإنسان ما.....
) أَمْ لِلإنسَانِ مَا تَمَنَّى ( هي أم المنقطعة ومعنى الهمزة فيها الإنكار، أي : ليس للإنسان ما تمنى، والمراد طمعهم في شفاعة الآلهة، وهو تمنّ على الله في غاية البعد، وقيل : هو قولهم :) وَلَئِن رُّجّعْتُ إِلَى رَبّى إِنَّ لِى عِندَهُ لَلْحُسْنَى ( ( فصلت : ٥٠ ) وقيل : هو قول الوليد بن المغيرة ( لأوتين مالاً وولدا ) وقيل هو تمنى بعضهم أن يكون هو النبي ( ﷺ ) فللَّه الآخرة والأولى أي هو مالكهما، فهو يعطي منهما من يشاء ويمنع من يشاء، وليس لأحد أن يتحكم عليه في شيء منهما.
) وَكَمْ مِّن مَّلَكٍ فِى السَّمَاوَاتِ لاَ تُغْنِى شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَآءُ