" صفحة رقم ٤٢٦ "
الأعمال الحسنى ) كَبَائِرَ الإثْمِ ( أي الكبائر من الإثم ؛ لأن الإثم جنس يشتمل على كبائر وصغائر، والكبائر : الذنوب التي لا يسقط عقابها إلا بالتوبة. وقيل : التي يكبر عقابها بالإضافة إلى ثواب صاحبها ) وَالْفَوَاحِشَ ( مافحش من الكبائر، كأنه قال : والفواحش منها خاصة : وقرىء :( كبير الإثم ) أي : النوع الكبير منه وقيل : هو الشرك بالله. واللمم : ما قل وصغر. ومنه : اللمم المس من الجنون، واللوثة منه. وألم بالمكان إذا قل فيه لبثه. وألم بالطعام : قل منه أكله : ومنه : لِقَاءُ أَخِلاَّءِ الصَّفَاِ لِمَامُ ;
والمراد الصغائر من الذنوب، ولا يخلو قوله تعالى :) إِلاَّ اللَّمَمَ ( من أن يكون استثناء منقطعاً أو صفة، كقوله تعالى :) لَوْ كَانَ فِيهِمَا الِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ ( ( الأنبياء : ٢٢ ) كأنه قيل : كبائر الإثم غير اللمم، وآلهة غير الله : وعن أبي سعيد الخدري : اللمم هي النظرة، والغمزة، والقبلة : وعند السدّي : الخطرة من الذنب : وعن الكلبي : كل ذنب لم يذكر الله عليه حدّاً ولا عذاباً : وعن عطاء : عادة النفس الحين بعد الحين ) إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ ( حيث يكفر الصغائر باجتناب الكبائر، والكبائر بالتوبة ) فَلاَ تُزَكُّواْ أَنفُسَكُمْ ( فلا تنسبوها إلى زكاء العمل وزيادة الخير وعمل الطاعات : أو إلى الزكاء والطهارة من المعاصي، ولا تثنوا عليها واهضموها، فقد علم الله الزكي منكم والتقي أوّلاً وآخراً قبل أن يخرجكم من صلب آدم، وقبل أن تخرجوا من بطون أمهاتكم. وقيل : كان ناس يعملون أعمالاً حسنة ثم يقولون : صلاتنا وصيامنا وحجنا، فنزلت : وهذا إذا كان على سبيل الإعجاب أو الرياء : فأما من اعتقد أن ما عمله من العمل الصالح من الله وبتوفيقه وتأييده ولم يقصد به التمدح : لم يكن من المزكين أنفسهم، لأن المسرة بالطاعة طاعة، وذكرها شكر.
) أَفَرَأَيْتَ الَّذِى تَوَلَّى وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِى صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِى وَفَّى أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَآءَ الأَوْفَى وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالاٍّ نثَى مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الاٍّ خْرَى وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الاٍّ ولَى وَثَمُودَ فَمَآ أَبْقَى وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ