" صفحة رقم ٤٢٩ "
الحكمة، ليجازى على الإحسان والإساءة ) وَأَقْنَى ( وأعطى القنية وهي المال الذي تأثلته وعزمت أن لا تخرجه من يدك ) الشّعْرَى ( مرزم الجوزاء : وهي التي تطلع وراءها، وتمسى كلب الجبار، وهما شعريان الغميصاء والعبور وأراد العبور. وكانت خزاعة تعبدها، سنّ لهم ذلك أبو كبشة رجل من أشرافهم، وكانت قريش تقول لرسول الله ( ﷺ ) : أبو كبشة، تشبيهاً له به لمخالفته إياهم في دينهم، يريد : أنه رب معبودهم هذا. عاد الأولى : قوم هود، وعاد الأخرى : إرم. وقيل : الأولى القدماء ؛ لأنهم أوّل الأمم هلاكاً بعد قوم نوح، أو المتقدمون في الدنيا الأشراف. وقرىء :( عاد لولي ) وعاد لولى، بإدغام التنوين في اللام وطرح همزة أولى ونقل ضمتها إلى لام التعريف ( وثمودا ) وقرىء : وثمود ) أَظْلَمَ وَأَطْغَى ( لأنهم كانوا يؤذونه ويضربونه حتى لا يكون به حراك، وينفرون عنه حتى كانوا يحذرون صبيانهم أن يسمعوا منه، وما أثر فيهم دعاؤه قريباً من ألف سنة ) وَالْمُؤْتَفِكَةَ ( والقرى التي ائتفكت بأهلها، أي : انقلبت، وهم قوم لوط، يقال : أفكه فائتفك : وقرىء :( والمؤتفكات ) ) أَهْوَى ( رفعها إلى السماء على جناج جبريل، ثم أهواها إلى الأرض أي : أسقطها ) مَا غَشَّى ( تهويل وتعظيم لما صب عليها من العذاب وأمطر عليها من الصخر المنضود.
) فَبِأَىِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى هَاذَا نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الاٍّ وْلَى أَزِفَتِ الاٌّ زِفَةُ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ (
النجم :( ٥٥ ) فبأي آلاء ربك.....
) فَبِأَىِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى ( تتشكك، والخطاب لرسول الله ( ﷺ )، أو للإنسان على الإطلاق، وقد عدد نعماً ونقماً وسماها كلها آلاء من قبل ما في نقمة من المزاجر والمواعظ للمعتبرين ) هَاذَا ( القرآن ) نَذِيرٌ مّنَ النُّذُرِ الاْوْلَى ( أي إنذار من جنس الإنذارات الأولى التي أنذر بها من قبلكم. أو هذا الرسول منذر من المنذرين الأولين، وقال : الأولى على تأويل الجماعة ) أَزِفَتِ الاْزِفَةُ ( قربت الموصوفة بالقرب من قوله تعالى :) اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ ( ( القمر : ١ )، ) لَيْسَ لَهَا ( نفس ) كَاشِفَةٌ ( أي مبينة متى تقوم، كقوله تعالى :) لاَ يُجَلّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ( ( الأعراف : ١٨٧ ) أو ليس لها نفس