" صفحة رقم ٤٣٦ "
بها. وعن قتادة : أبقاها الله بأرض الجزيرة. وقيل : على الجودى دهراً طويلاً، حتى نظر إليها أوائل هذه الأمة. والمدكر : المعتبر. وقرىء :( مذتكر ) على الأصل. ومذكر، بقلب التاء ذالاً وإدغام الذال فيها. وهذا نحو : مذجر. والنذر : جمع نذير وهو الإنذار ) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءانَ لِلذّكْرِ ( أي سهلناه للأدكار والاتعاظ، بأن شحناه بالمواعظ الشافية وصرفنا فيه من الوعد والوعيد ) فَهَلْ مِن ( متعظ. وقيل : ولقد سهلناه للحفظ وأعنا عليه من أراد حفظه، فهل من طالب لحفظه ليعان عليه. ويجوز أن يكون المعنى : ولقد هيأناه للذكر، من يسر ناقته للسفر : إذا رحلها، ويسر فرسه للغزو، إذا أسرجه وألجمه. قال : وَقمت إِلَيْهِ بِاللِّجَامِ مُيَسِّرا
هُنَالِكَ يَجْزِيني الَّذِي كُنْتُ أَصْنَعُ
ويروى : أن كتب أهل الأديان نحو التوراة والإنجيل لا يتلوها أهلها إلا نظراً ولا يحفظونها ظاهراً كما القرآن.
) كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَنُذُرِ إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِى يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَنُذُرِ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ فَقَالُواْ أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّآ إِذاً لَّفِى ضَلَالٍ وَسُعُرٍ أَءُلْقِىَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (
القمر :( ١٨ - ٢٢ ) كذبت عاد فكيف.....
) وَنُذُرِ ( وإنذاري لهم بالعذاب قبل نزوله. أو إنذار أتى في تعذيبهم لمن بعدهم ) فِى يَوْمِ نَحْسٍ ( في يوم شؤم. وقرىء :( في يوم نحس ) كقوله :) فِى أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ (. ( فصلت : ١٦ ). ) مُّسْتَمِرٌّ ( قد استمر عليهم ودام حتى أهلكهم. أو استمر عليهم جميعاً كبيرهم وصغيرهم، حتى لم يبق منهم نسمة، وكان في أربعاء في آخر الشهر لا تدور. ويجوز أن يريد بالمستمر : الشديد المرارة والبشاعة ) تَنزِعُ النَّاسَ ( تقلعهم عن أماكنهم، وكانوا يصطفون آخذين أيديهم بأيدي بعض. ويتدخلون في الشعاب، ويحفرون الحفر فيندسون فيها فتنزعهم وتكبهم وتدق رقابهم ) كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ ( يعني أنهم كانوا يتساقطون على الأرض أمواتاً وهم جثث طوال عظام، كأنهم أعجاز نخل وهي أصولهابلا فروع، منقعر : منقلع : عن مغارسه. وقيل : شبهوا بأعجاز النخل، لأنّ الريح كانت تقطع رؤوسهم فتبقى أجساداً بلا رؤوس. وذكر صفة ) نَخْلٍ ( على اللفظ، ولو حملها على المعنى لأنث، كما قال :) أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ( ( الحاقة : ٧ ).
) سَيَعْلَمُونَ غَداً مَّنِ الْكَذَّابُ الاٌّ شِرُ إِنَّا مُرْسِلُواْ النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ


الصفحة التالية
Icon