" صفحة رقم ٤٦ "
الْمُصَدِّقِينَ أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَءِنَّا لَمَدِينُونَ قَالَ هَلْ أَنتُمْ مُّطَّلِعُونَ فَاطَّلَعَ فَرَءَاهُ فِى سَوَآءِ الْجَحِيمِ قَالَ تَاللَّهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ وَلَوْلاَ نِعْمَةُ رَبِّى لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (
الصافات :( ٥٠ ) فأقبل بعضهم على.....
فإن قلت : علام عطف قوله :) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ( ؟ قلت : على يطاف عليهم. والمعنى : يشربون فيتحادثون على الشراب كعادة الشرب قال : وَمَا بَقِيَتْ مِنَ اللَّذَّاتِ إلا
أَحَادِيثُ الْكِرَامِ عَلَى الْمُدَامِ
فيقبل بعضهم على بعض ) يَتَسَاءلُونَ ( عما جرى لهم وعليهم في الدنيا، إلا أنه جيء به ماضياً على عادة الله في أخباره. وقرىء :( من المصدّقين ) من التصديق. ومن المصدَّقين مشدّد الصاد، من التصدّق، وقيل : نزلت في رجل تصدّق بماله لوجه الله، فاحتاج فاستجدى بعض إخوانه ؛ فقال : وأين مالك ؟ قال : تصدقت به ليعوضني الله به في الآخرة خيراً منه، فقال : أئنك لمن المصدّقين بيوم الدين. أو من المتصدّقين لطلب الثواب. والله لا أعطيك شيئاً ) لَمَدِينُونَ ( لمجزيون، من الدين وهو الجزاء. أو لمسوسون مربوبون. يقال : دانه ساسه. ومنه الحديث :
( ٩٤٧ ) ( العاقل من دان نفسه ). ) قَالَ ( يعني ذلك القائل :) هَلْ أَنتُمْ مُّطَّلِعُونَ ( إلى النار لأريكم ذلك القرين. قيل : إن في الجنة كوى ينظر أهلها منها إلى أهل النار. وقيل : القائل هو الله عزّ وجلّ. وقيل : بعض الملائكة يقول لأهل الجنة : هل تحبون أن تطلعوا فتعلموا أين منزلتكم من منزلة أهل النار. وقرىء :( مطلعون ) فاطلع. وفأطلع بالتشديد، على لفظ الماضي والمضارع المنصوب : ومطلعون فاطلع وفأطلع بالتحفيف على لفظ الماضي والمضارع والمنصوب يقال طلع علينا فلان، واطلع واطلع بمعنى واحد، والمعنى : هل أنتم مطلعون إلى القرين فأطلع أنا أيضاً. أو عرض عليه الاطلاع


الصفحة التالية
Icon