" صفحة رقم ٤٦٧ "
للاستقبال، وفعل القسم يجب أن يكون للحال ) بِمَواقِعِ النُّجُومِ ( بمساقطها ومغاربها، لعل لله تعالى في آخر الليل إذا انحطت النجوم إلى المغرب أفعالاً مخصوصة عظيمة، أو للملائكة عبادات موصوفة، أو لأنه وقت قيام المتهجدين والمبتلهين إليه من عباده الصالحين، ونزول الرحمة والرضوان عليهم ؛ فلذلك أقسم بمواقعها، واستعظم ذلك بقوله ) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ( أو أراد بمواقعها : منازلها ومسايرها، وله تعالى في ذلك من الدليل على عظيم القدرة والحكمة ما لا يحيط به الوصف. وقوله :) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ( اعتراض في اعتراض ؛ لأنه اعترض به بين المقسم والمقسم عليه، وهو قوله :) إِنَّهُ لَقُرْءانٌ كَرِيمٌ ( واعترض ب ) لَّوْ تَعْلَمُونَ ( بين الموصوف وصفته. وقيل : مواقع النجوم : أوقات وقوع نجوم القرآن، أي : أوقات نزولها كريم حسن مرضي في جنسه من الكتب. أو نفاع جم المنافع. أو كريم على الله ) فِى كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ( مصون من غير المقربين من الملائكة، لا يطلع عليه من سواهم، وهم المطهرون من جميع الأدناس أدناس الذنوب وما سواها : إن جعلت الجملة صفة لكتاب مكنون وهو اللوح. وإن جعلتها صفة للقرآن ؛ فالمعنى لا ينبغي أن يمسه إلا من هو على الطهارة من الناس، يعني مس المكتوب منه، ومن الناس من حمله على القراءة أيضاً، وعن ابن عمر أحب إليَّ أن لا يقرأ إلا وهو طاهر، وعن ابن عباس في رواية أنه كان يبيح القراءة للجنب، ونحوه قول رسول الله ( ﷺ ) :
( ١١٢٨ ) ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ) أي لا ينبغي له أن يظلمه أو يسلمه. وقرىء :( المتطهرون ) والمطهرون بالإدغام. والمطهرون، من أطهره بمعنى طهره. والمطهرون بمعنى : يطهرون أنفسهم أو غيرهم بالاستغفار لهم والوحي الذي ينزلونه ) تَنزِيلَ ( صفة رابعة للقرآن، أي : منزل من رب العالمين. أو وصف بالمصدر ؛


الصفحة التالية
Icon