" صفحة رقم ٤٧٩ "
) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِى ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (
الحديد :( ٢٦ ) ولقد أرسلنا نوحا.....
) وَالْكِتَابِ ( والوحي. وعن ابن عباس : الخط بالقلم، يقال : كتب كتاباً وكتابة ) فَمِنْهُمْ ( فمن الذرية أو من المرسل إليهم، وقد دل عليهم ذكر الإرسال والمرسلين. وهذا تفصيل لحالهم، أي : فمنهم مهتد ومنهم فاسق، والغلبة للفساق.
) ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَىءَاثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَءَاتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِى قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَآءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَأاتَيْنَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (
الحديد :( ٢٧ ) ثم قفينا على.....
قرأ الحسن :( الأنجيل ) بفتح الهمزة، وأمره أهون من أمر البرطيل والسكينة فيمن رواهما بفتح الفاء، لأنّ الكلمة أعجمية لا يلزم فيها حفظ أبنية العرب. وقرىء :( رآفة ) على : فعالة، أي : وفقناهم للتراحم والتعاطف بينهم. ونحوه في صفة أصحاب رسول الله ( ﷺ ) ) رُحَمَاء بَيْنَهُمْ ( ( الفتح : ٢٩ ). والرهبانية : ترهبهم في الجبال فارّين من الفتنة في الدين، مخلصين أنفسهم للعبادة، وذلك أنّ الجبابرة ظهروا على المؤمنين بعد موت عيسى، فقاتلوهم ثلاث مرات، فقتلوا حتى لم يبق منهم إلا القليل، فخافوا أن يفتنوا في دينهم، فاختاروا الرهبانية : ومعناه الفعلة المنسوبة إلى الرهبان، وهو الخائف : فعلان من رهب، كخشيان من خشى. وقرىء :( ورهبانية ) بالضم، كأنها نسبة إلى الرهبان : وهو جمع راهب كراكب وركبان، وانتصابها بفعل مضمر يفسره الظاهر :