" صفحة رقم ٤٨٤ "
ضممتهم إليّ جاعوا. فقال : ما عندي في أمرك شيء. وروى :
( ١١٣٨ ) أنه قال لها : حرمت عليه، فقالت : يا رسول الله، ما ذكر طلاقاً وإنما هو أبو ولدي وأحب الناس إليّ، فقال : حرمت عليه، فقالت : أشكو إلى الله فاقنى ووجدي، كلما قال رسول الله ( ﷺ ) : حرمت عليه، هتفت وشكت إلى الله، فنزلت ) فِى زَوْجِهَا ( في شأنه ومعناه ) إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ( يصح أن يسمع كل مسموع ويبصر كل مبصر. فإن قلت : ما معنى ( قد ) في قوله :( قد سمع ) ؟ قلت : معناه التوقع ؛ لأن رسول الله ( ﷺ ) والمجادلة كانا يتوقعان أن يسمع الله مجادلتها وشكواها وينزل في ذلك ما يفرّج عنها.
) الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُمْ مِّن نِّسَآئِهِمْ مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِى وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذَلِكَ لِتُؤْمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (
المجادلة :( ٢ - ٤ ) الذين يظاهرون منكم.....
) الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُمْ ( في ) مِنكُمْ ( توبيخ للعرب وتهجين لعادتهم في الظهار، لأنه كان من أيمان أهل جاهليتهم خاصة دون سائر الأمم ) مَّا هُنَّ ( وقرىء : بالرفع على اللغتين الحجازية والتميمية. وفي قراءة ابن مسعود :( بأمّهاتهم ) وزيادة الباء في لغة من ينصب. والمعنى أن من يقول لامرأته أنت عليّ كظهر أمي : ملحق في كلامه هذا للزوج بالأم، وجاعلها مثلها. وهذا تشبيه باطل لتباين الحالين ) إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِى وَلَدْنَهُمْ ( يريد أن الأمهات على الحقيقة إنما هنّ الوالدات وغيرهنّ ملحقات بهنّ لدخولهنّ في حكمهنّ، فالمرضعات أمّهات ؛ لأنهنّ لما أرضعن دخلن بالرضاع في حكم الأمهات، وكذلك أزواج رسول الله ( ﷺ ) أمهات المؤمنين ؛ لأن الله حرّم نكاحهن على الأمة فدخلن بذلك في حكم الأمهات. وأما الزوجات فأبعد شيء من الأمومة لأنهنّ لسن بأمّهات على الحقيقة. ولا بداخلات في حكم الأمهات، فكان قول المظاهر : منكراً من القول تنكره الحقيقة وتنكره الأحكام الشرعية وزوراً وكذباً باطلاً منحرفاً عن الحق ) وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ( لما سلف منه إذا تيب منه ولم يعد إليه، ثم قال :) وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن


الصفحة التالية
Icon