" صفحة رقم ٤٩٤ "
النجوى. قال ابن عباس : هي منسوخة بالآية التي بعدها، وقيل : هي منسوخة بالزكاة ) أَءشْفَقْتُمْ ( أخفتم تقديم الصدقات لما فيه من الإنفاق الذي تكرهونه، وأنّ الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ) فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُواْ ( ما أمرتم به وشق عليكم، و ) تَابَ الله عَلَيْكُمْ ( وعذركم ورخص لكم في أن لا تفعلوه، فلا تفرطوا في الصلاة والزكاة وسائر الطاعات ) بِمَا تَعْمَلُونَ ( قرىء بالتاء والياء.
) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلاَ مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ اتَّخَذْواْ أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ لَّن تُغْنِىَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلَادُهُمْ مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً أُوْلَائِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهِ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَىْءٍ أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَائِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الخَاسِرُونَ (
المجادلة :( ١٤ ) ألم تر إلى.....
كان المنافقون يتولون اليهود وهم الذين غضب الله عليهم في قوله تعالى :( من لعنه الله وغضب عليه ) ويناصحونهم وينقلون إليهم أسرار المؤمنين ) مَّا هُم مّنكُمْ ( يا مسلمون ) وَلاَ مِنْهُمْ ( ولا من اليهود، كقوله تعالى :) مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذالِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء ( ( النساء : ١٤٣ )، ) وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ ( أي يقولون : والله إنا لمسلمون، فيحلفون على الكذب الذي هو ادعاء الإسلام ) وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( أن المحلوف عليه كذب بحت. فإن قلت : فما فائدة قوله :) وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( ؟ قلت : الكذب : أن يكون الخبر لا على وفاق المخبر عنه، سواء علم المخبر أو لم يعلم، فالمعنى : أنهم الذين يخبرون وخبرهم خلاف ما يخبرون عنه، وهم عالمون بذلك متعمدون له، كمن يحلف بالغموس وقيل :
( ١١٤٧ ) كان عبد الله بن نبتل المنافق يجالس رسول الله ( ﷺ )، ثم يرفع حديثه إلى اليهود، فبينا رسول الله في حجرة من حجره إذ قال لأصحابه : يدخل عليكم الآن رجل قلبه قلب جبار وينظر بعين شيطان، فدخل ابن نبتل وكان أزرق، فقال له النبي ( ﷺ )