" صفحة رقم ٥٠٥ "
( ١١٥٦ ) وكان رسول الله ( ﷺ ) قسم أموال بني النضير على المهاجرين ولم يعط الأنصار إلا ثلاثة نفر محتاجين : أبادجانة سماك بن خرشة، وسهل بن حنيف، والحرث بن الصمة. وقال لهم :( إن شئتم قسمتم للمهاجرين من أموالكم ودياركم وشاركتموهم في هذه الغنيمة، وإن شئتم كانت لكم دياركم وأموالكم ولم يقسم لكن شيء من الغنيمة، فقالت الأنصار : بل نقسم لهم من أموالنا وديارنا ونؤثرهم بالغنيمة ولا نشاركهم فيها ). فنزلت ( الشح ) بالضم والكسر، وقد قرىء بهما : اللؤم، وأن تكون نفس الرجل كزة حريصة على المنع، كما قال : يُمَارِسُ نَفْساً بَيْنَ جَنْبَيْهِ كَزَّة
إذَا هَمَّ بِالْمَعْرُوفِ قَالَتْ لَهُ مَهْلاَ
وقد أضيف إلى النفس ؛ لأنه غريزة فيها. وأما البخل فهو المنع نفسه. ومنه قوله تعالى :) وَأُحْضِرَتِ الأنفُسُ الشُّحَّ ( ( النساء : ١٢٨ ). ) وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ ( ومن غلب ما أمرته به منه وخالف هواها بمعونة الله وتوفيقه ) فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( الظافرون بما أرادوا. وقرىء :( ومن يوقَّ ).
) وَالَّذِينَ جَآءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإَيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِى قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (
الحشر :( ١٠ ) والذين جاؤوا من.....
) وَالَّذِينَ جَآءُوا مِن بَعْدِهِمْ ( عطف أيضاً على المهاجرين : وهم الذين هاجروا من بعد. وقيل : التابعون بإحسان ) غِلاًّ ( وقرىء :( غمرا ) وهما الحقد.
) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُواْ يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلاَ نُطِيعُ فيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ لَئِنْ أُخْرِجُواْ لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُواْ لاَ يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الاٌّ دْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ ( ٧ )
الحشر :( ١١ ) ألم تر إلى.....