" صفحة رقم ٥١٨ "
الحر فتكفر. وعن مجاهد : أمرهم بطلاق الباقيات مع الكفار ومفارقتهن ) ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ ( من مهور أزواجكم اللاحقات بالكفار ) ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ ( من مهور نسائهم المهاجرات. وقرىء :( ولا تمسكوا ) بالتخفيف. ولا تمسكوا بالتثقيل. ولا تمسكوا. أي : ولا تتمسكوا ) ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ ( يعني جميع ما ذكر في هذه الآية ) يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ( كلام مستأنف. أو حال من حكم الله على حذف الضمير، أي : يحكمه الله. أو جعل الحكم حاكماً على المبالغة. روى أنها لما نزلت هذه الآية أدى المؤمنون ما أمروا به من أداء مهور المهاجرات إلى أزواجهنّ المشركين، وأبى المشركون أن يؤدوا شيئاً من مهور الكوافر إلى أزواجهن المسلمين، فنزل قول :) وَإِن فَاتَكُمْ ( وإن سبقكم وانفلت منكم ) شَىْءٌ ( من أزواجكم : أحد منهن إلى الكفار، وهو في قراءة ابن مسعود : أحد. فإن قلت : هل لإيقاع شيء في هذا الموقع فائدة ؟ قلت : نعم، الفائدة فيه : أن لا يغادر شيء من هذا الجنس وإن قل وحقر، غير معوض منه تغليظاً في هذا الحكم وتشديداً فيه ) فَعَاقَبْتُمْ ( من العقبة وهي التوبة : شبه ما حكم به على المسلمين والكافرين من أداء هؤلاء مهور نساء أولئك تارة، وأولئك مهور نساء هؤلاء أخرى بأمر يتعاقبون فيه كما يتعاقب في الركوب وغيره. ومعناه : فجاءت عقبتكم من أداء المهر، فآتوا من فاتته امرأته إلى الكفار مثل مهرها من مهر المهاجرة، ولا تؤتوه زوجها الكافر، وهكذا عن الزهري : يعطي من صداق من لحق بهم. وقرىء :( فأعقبتم ) فعقبتم بالتشديد. فعقبتم بالتخفيف، بفتح القاف وكسرها، فمعنى أعقبتم : دخلتم في العقبة، وعقبتم : من عقبه إذا قفاه، لأنّ كل واحد من المتعاقبين يقفي صاحبه، وكذلك عقبتم بالتخفيف، يقال : عقبه يعقبه. وعقبتم نحو تبعتم. وقال الزجاج : فعاقبتم فأصبتموهم في القتال بعقوبة حتى غنمتم، والذي ذهبت زوجته كان يعطي من الغنيمة المهر، وفسر غيرها من القراآت فكانت العقبى لكم، أي : فكانت الغلبة لكم حتى غنمتم. وقيل : جميع من لحق بالمشركين من نساء المؤمنين المهاجرين راجعة عن الإسلام ست نسوة : أم الحكم بنت أبي سفيان كانت تحت عياض بن شداد الفهري، وفاطمة بنت أبي أمية كانت تحت عمر بن الخطاب وهي أخت أم سلمة، وبروع بنت عقبة كانت تحت شماس بن عثمان، وعبدة بنت عبد العزى بن نضلة وزوجها عمرو بن عبد ودّ، وهند بنت أبي جهل كانت تحت هشام بن العاص. وكلثوم بنت جرول كانت تحت عمر، فأعطاهم رسول الله ( ﷺ ) مهور نسائهم من الغنيمة.