" صفحة رقم ٥٢٤ "
نياتهم في الثبات حتى يكونوا في اجتماع الكلمة كالبنيان المرصوص. وعن بعضهم : فيه دليل على فضل القتال راجلاً ؛ لأنّ الفرسان لا يصطفون على هذه الصفة. وقوله :) صَفّاً كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ ( حالان متداخلتان.
) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ ياقَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِى وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُواْ أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (
الصف :( ٥ ) وإذ قال موسى.....
) وَإِذْ ( منصوب بإضمار اذكر. أو : وحين قال لهم ما قال كان كذا وكذا ) تُؤْذُونَنِى ( كانوا يؤذونه بأنواع الأذى من انتقاصه وعيبه في نفسه، وجحود آياته، وعصيانه فيما تعود إليهم منافعه، وعبادتهم البقر، وطلبهم رؤية الله جهرة، والتكذيب الذي هو تضييع حق الله وحقه ) وَقَد تَّعْلَمُونَ ( في موضع الحال، أي : تؤذونني عالمين علماً يقيناً ) إِنّى رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ( وقضية علمكم بذلك وموجبه تعظيمي وتوقيري، لا أن تؤذوني وتستهينوا بي ؛ لأن من عرف الله وعظمته عظم رسوله، علماً بأن تعظيمه في تعظيم رسوله، ولأنّ من آذاه كان وعيد الله لاحقاً به ) فَلَمَّا زَاغُواْ ( عن الحق ) أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ( بأن منع ألطافه عنهم ) وَاللَّهُ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ( لا يلطف بهم