" صفحة رقم ٥٣٢ "
هاد يهود : إذا تهود ) أَوْلِيَاء لِلَّهِ ( كانوا يقولون. نحن أبناء الله وأحباؤه، أي : إن كان قولكم حقاً وكنتم على ثقة ) فَتَمَنَّوُاْ ( عى الله أن يميتكم وينقلكم سريعاً إلى دار كرامته التي أعدّها لأوليائه، ثم قال :) وَلاَ يَتَمَنَّونَهُ أَبَداً ( بسبب ما قدّموا من الكفر، وقد قال لهم رسول الله ( ﷺ ) :
( ١١٧٢ ) ( والذي نفسي بيده لا يقولها أحد منكم إلا غص بريقه ) فلولا أنهم كانوا موقنين بصدق رسول الله ( ﷺ ) لتمنوا، ولكنهم علموا أنهم لو تمنوا لماتوا من ساعتهم ولحقهم الوعيد، فما تمالك أحد منهم أن يتمنى ؛ وهي إحدى المعجزات. وقرىء :( فتمنوا الموت ) بكسر الواو، تشبيهاً بلو استطعنا. ولا فرق بين ( لا ) و ( لن ) في أن كل واحدة منهما نفي للمستقبل، إلا أن في ( لن ) تأكيداً وتشديداً ليس في ( لا ) فأتى مرّة بلفظ التأكيد ) وَلَن يَتَمَنَّوْهُ ( ( البقرة : ٩٥ ) ومرّة بغير لفظه ) وَلاَ يَتَمَنَّونَهُ ( ( الجمعة : ٧ ) ثم قيل لهم ) إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِى تَفِرُّونَ مِنْهُ ( ولا تجسرون أن تتمنوه خيفة أن تؤخذوا بوبال كفركم ؛ لا تفوتونه وهو ملاقيكم لا محالة ) ثُمَّ تُرَدُّونَ ( إلى الله فيجازيكم بما أنتم أهله من العقاب. وقرأ زيد بن علي رضي الله عنه : إنه ملاقيكم. وفي قراءة ابن مسعود : تفرون منه ملاقيكم، وهي ظاهرة. وأما التي بالفاء، فلتضمن الذي معنى الشرط، وقد جعل ) إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِى تَفِرُّونَ مِنْهُ ( كلاماً برأسه في قراءة زيد، أي : أنّ الموت هو الشيء الذي تفرّون منه، ثم استؤنف : إنه ملاقيكم.
) ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نُودِىَ لِلصَّلَواةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْاْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُواْ الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَواةُ فَانتَشِرُواْ فِى الاٌّ رْضِ وَابْتَغُواْ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (
الجمعة :( ٩ ) يا أيها الذين.....
(يوم الجمعة ) يوم الفوج المجموع، كقولهم : ضحكة، للمضحوك منه. و ( يوم الجمعة )، بفتح الميم : يوم الوقت الجامع، كقولهم : ضحكة، ولعنة، ولعبة ؛ ويوم الجمعة تثقيل للجمعة، كما قيل : عسرة في عسرة. وقرىء : بهن جميعاً. فإن قلت : من في قوله :) مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ ( ما هي ؟ قلت : هي بيان لإذا وتفسير له. والنداء : الأذان. وقالوا : المراد به الأذان عند قعود الإمام على المنبر، وقد :


الصفحة التالية
Icon