" صفحة رقم ٥٤١ "
وصفاً للمنافقين في استجنانهم بالأيمان. وقرأ الحسن البصري : إيمانهم، أي : ما أظهروه من الإيمان بألسنتهم. ويعضده قوله تعالى :) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ ءامَنُواّ ثُمَّ كَفَرُوا (. ) سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ( من نفاقهم وصدهم الناس عن سبيل الله. وفي ) سَآءَ ( معنى التعجب الذي هو تعظيم أمرهم عند السامعين ) ذَلِكَ ( إشارة إلى قوله :) سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ( أي ذلك القول الشاهد عليهم بأنهم أسوأ الناس أعمالا ( ب ) سبب ( أنهم آمنوا ثم كفروا ) أو إلى ما وصف من حالهم في النفاق والكذب والاستجنان بالأيمان، أي : ذلك كله بسبب أنهم آمنوا ثم كفروا ) فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ ( فجسروا على كل عظيمة. فإن قلت : المنافقون لم يكونوا إلا على الكفر الثابت الدائم، فما معنى قوله :) ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ( ؟ قلت : فيه ثلاثة أوجه، أحدها : آمنوا، أي : نطقوا بكلمة الشهادة وفعلوا كما يفعل من يدخل في الإسلام، ثم كفروا : ثم ظهر كفرهم بعد ذلك وتبين بما أطلع عليه من قولهم : إن كان ما يقوله محمد حقاً فنحن حمير، وقولهم في غزوة تبوك : أيطمع هذا الرجل أن تفتح له قصور كسرى وقيصر هيهات. ونحوه قوله تعالى :) يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ ( ( التوبة : ٧٤ ) أي : وظهر كفرهم بعد أن أسلموا. ونحوه قوله تعالى :) لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ( ( التوبة : ٦٦ ) والثاني آمنوا : أي نطقوا بالإيمان عند المؤمنين، ثم نطقوا بالكفر عند شياطينهم استهزاء بالإسلام، كقوله تعالى :) وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ ءامَنُواْ ( ( البقرة : ١٤ ) إلى قوله تعالى :) إِنَّمَا نَحْنُ ( ( البقرة : ١٤ ) والثالث : أن يراد أهل الردة منهم. وقرىء :( فطبع على


الصفحة التالية
Icon