" صفحة رقم ٥٥٠ "
وإن مع ما في حيزه قائم مقامهما. والذين كفروا. أهل مكة. و ) بَلَى ( إثبات لما بعد لن، وهو البعث ) وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ( أي لا يصرفه عنه صارف. وعنى برسوله والنور : محمداً ( ﷺ ) والقرآن.
) يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الاٌّ نْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِأايَاتِنَآ أُوْلَائِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (
التغابن :( ٩ ) يوم يجمعكم ليوم.....
وقرىء :( نجمعكم ) ونكفر. وندخله، بالياء والنون. فإن قلت : بم انتصب الظرف ؟ قلت : بقوله : لتنبئون، أو بخبير، لما فيه من معنى الوعيد، كأنه قيل : والله معاقبكم يوم يجمعكم أو بإضمار ( اذكر ) ) لِيَوْمِ الْجَمْعِ ( ليوم يجمع فيه الأوّلون والآخرون. التغابن : مستعار من تغابن القوم في التجارة ؛ وهو أن يغبن بعضهم بعضاً، لنزول السعداء منازل الأشقياء التي كانوا ينزلونها لو كانوا سعداء، ونزول الأشقياء منازل السعداء التي كانوا ينزلونها لو كانوا أشقياء. وفيه تهكم بالأشقياء ؛ لأنّ نزولهم ليس بغبن. وفي حديث رسول الله ( ﷺ ) :
( ١١٨٩ ) ( ما من عبد يدخل الجنة إلا أرى مقعده من النار لو أساء، ليزداد شكراً. وما من عبد يدخل النار إلا أرى مقعده من الجنة لو أحسن، ليزداد حسرة ) ومعنى ) ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ ( وقد يتغابن الناس في غير ذلك اليوم : استعظام له وأن تغابنه هو التغابن في الحقيقة، لا التغابن في أمور الدنيا وإن جلت وعظمت ) صَالِحاً ( صفة للمصدر، أي : عملاً صالحاً.
) مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ (
التغابن :( ١١ ) ما أصاب من.....
) إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ ( إلا بتقديره ومشيئته، كأنه أذن للمصيبة أن تصيبه ) يَهْدِ قَلْبَهُ ( يلطف به ويشرحه للإزدياد من الطاعة والخير. وقيل : هو الاسترجاع عند المصيبة. وعن الضحاك : يهد قلبه حتى يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه. وما أخطأه لم يكن ليصيبه. وعن مجاهد : إن ابتلى صبر، وإن أعطى شكر، وإن ظلم غفر. وقرىء :( يهد قلبه )، على البناء للمفعول، والقلب : مرفوع أو منصوب. ووجه النصب : أن يكون مثل سفه


الصفحة التالية
Icon