" صفحة رقم ٥٧٢ "
صفتان متنافيتان لا يجتمعن فيهما اجتماعهن في سائر الصفات، فلم يكن به من الواو.
) ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَّ يَعْصُونَ اللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ياأَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَعْتَذِرُواْ الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (
التحريم :( ٦ ) يا أيها الذين.....
) قُواْ أَنفُسَكُمْ ( بترك المعاصي وفعل الطاعات ) وَأَهْلِيكُمْ ( بأن تأخذوهم بما تأخذون به أنفسكم. وفي الحديث :
( ١٢١٢ ) ( رحم الله رجلاً قال يا أهلاه صلاتكم صيامكم زكاتكم مسكينكم يتيمكم جيرانكم لعلّ الله يجمعهم معه في الجنة، وقيل : إنّ أشد الناس عذاباً يوم القيامة من جهل أهله. وقرىء :( وأهلوكم )، عطفاً على واو ) قُواْ ( وحسن العطف للفاصل. فإن قلت : أليس التقدير : قوا أنفسكم، وليق أهلوكم أنفسهم ؟ قلت : لا، ولكن المعطوف مقارن في التقدير للواو، وأنفسكم واقع بعده، فكأنه قيل : قوا أنتم وأهلوكم أنفسكم لما جمعت مع المخاطب الغائب غلبته عليه، فجعلت ضميرهما معاً على لفظ المخاطب ) نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ( نوعاً من النار لا يتقد إلا بالناس والحجارة، كما يتقد


الصفحة التالية
Icon